سيد القمني يدافع عن نفسه في برنامج 90دقيقة

تسبب فوز الدكتور سيد القمني بجائزة الدولة التقديرية للعلوم الاجتماعية في موجة كبيرة من الانتقادات، وعادت إلى الأضواء من جديد دعاوى التكفير التي واجهها من قبل نتيجة لطرحة لأفكاره التي وصفت بـ "المسيئة لله ورسوله وللإسلام".

وانتقلت المعركة إلى الفضائيات التي شهدت تراشقا في الألفاظ بين عدد من علماء الدين ونواب الإخوان داخل مجلس الشعب والدكتور القمني.

وفي محاولة منه للدفاع عن نفسه استضاف برنامج "90 دقيقة" الذي يذاع على قناة المحور الفضائية الدكتور سيد القمني الذي اعتبر أن مشكلته "ليست مع أي دين من الأديان، وإنما مع المشتغلين بالعمل الديني، الذين يفرضون حضروهم الدائم بحيث أن أي شئ يختلف معهم فهي مختلفة مع الإسلام".

وأضاف: "أنا افرق بين الإنسان البشري، وبين الدين، فأنا لا أتعرض للدين بالدراسة ولكن أتعرض للتراث الديني، في نطاق المسموح فأنا تعرض لما أضافه البشر للدين".

شاهد الفيديو
الجزء الأول

وقال: "كان الأولى أن نؤاخذ رجال الدين على كلامهم عندما تكلموا عن ذات الله وصفاته وهل هي حقيقية أم لا وما هو شكل العرش وغيرها من الأمور".

وشن القمني هجوما عنيفا على جبهة علماء الأزهر التي كانت قد أصدرت بيانا بتكفيره فقال: "إن جبهة علماء الأزهر، ليس لها علاقة بالأزهر الشريف مطلقا، وهذه الجماعة تم حلها سنة 1996 بعد تطاولها على الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ووصفه بأوصاف لا تليق، وكذلك القضايا التي يرفعونها على فضيلة المفتي، فحتى شيوخهم الذين علموهم لم يسلموا من شرورهم".

وأضاف: "الجبهة لا وجود فعلي لها في مصر منذ حلها، ولكنها تحولت إلى جماعة سرية تكتب عن طريق صندوق البريد، وقام أنصار جماعة الإخوان بالكويت بفتح مقر لهم هناك، ويقوم زعيمهم المقيم هناك بتنفيذ أجندة منظمة ضد مصر وشعب مصر وحكومتها".

وأشار إلى أن جبهة علماء الأزهر هي أول من أشعل نار الفتنة حوله، عندما كتبت أول بيان بتكفيره والتي تم النقل عنه، ووصف بيانهم أنه بيان كاذب، "لأنه أورد كلام وضعوه بين أقواس وعلامات تنصيص لم يرد في كتبي".

شاهد الفيديو
الجزء الثاني

ولفت القمني إلى أنه طلب من جبهة علماء الأزهر وعلى رأسهم حمدي حسن الناطق بلسان كتلة الإخوان المسلمين أن يقوموا بمناظرته على قناة "الفراعين" الفضائية ولكنهم رفضوا وادعوا أنه هو من تهرب من المناظرة.
وحول ما نسب إليه في كتابه "التراث والأسطورة" الذي قيل أنه تعرض بالإساءة للسيدة مريم العذراء، قال القمني: "هذا لم يحدث، فالمعارضين لفكري عندما اثبت لهم كذب ادعاءاتهم، ابتدءوا في اللجوء إلى تشويه صورتي أمام الأقباط، عندما وجدوا أني أدافع عن الأقباط وحقوقهم فقالوا هذا الكلام وأنهم متضامنين معي".

وأضاف: "هذا الكلام كان مكتوبا ردا عن مؤسسة اليمين الصهيوني الإسرائيلي، تناولت في الكتاب التوراة والإنجيل، وتناولت أسم مريم لعدة شخصيات وإلاهات، وهذه دراسة مطولة فأنا أبحث في التراث البشري".

وأكد القمني: "الكتب السماوية عندي هي كتب مقدسة، أما ما كتبه البشر عن هذه الديانات فهو ما أعمل عليه لأفرق ما بين مستوى الإنسان ما قبل ظهور الأديان وكيف يفكر، ومستوى الإنسان ما بعد الأديان وكان أصبح يفكر".

وقال: "السيدة مريم بالنسبة لي هي بتول عذراء أنجبت ابنها بمعجزة إلهية، وهذا هو ما أعرفه، وهي ليست إلهة وإنما قديسة".

وعن كتاب "رب الزمان" الذي حوكم بسببه وبرأته المحكمة قال: "إن أسباب هذه البلبلة حول الكتاب أن القائمين على أمر الدين في بلادنا يفترضون دائما أنهم الحق المطلق، وأنا لا اعتقد أن هناك إنسان هو حق مطلق، فأنا أناقش الكلام الذي يقولونه فأنا ليس لدي مقدسات إلا الدين ورب الدين والأنبياء، أما غير ذلك فهم بشر".

شاهد الفيديو
الجزء الثالث

وأضاف: "الصحابة بشر، المبشرين بالجنة بشر، أهل بدر الذي غفر لهم ما تقدم من ذنبهم ما تأخر بشر، ويجوز نقدهم، وهذا يزعج رجال الدين لأنهم يستمدون السيادة من فكرة تقديس البشر، فإذا قدسوا الخليفة أبو بكر أو عمر أو علي أو البخاري فهم بذلك يتقدسون بالزي لأنهم يرددون نفس كلامهم، لذلك فأنا أسحب القدسية عن هؤلاء حتى يرفع رجال الدين أيديهم عن المسلمين، فالمعركة معي تكاد تكون شخصية".

وقال القمني: "أنا أهيب بالقضاء المصري العادل أن يفعل المادة الثالثة للقانون الصادر سنة 1996 بخصوص قضايا الحسبة، لأن هناك قضايا حسبة رفعت على الكثيرين ولازالت في المحاكم، فلو كل شخص رفع قضية حسبة وقال أنا محتسب لله ضد فلان .. وريني التفويض إللى ربنا ادهاولك، وإلا أصبحنا كلنا محتسبين ولن يكون هناك احترام للقانون".

وحول سؤاله عما جاء على لسانه بأحد الحوارات الصحيفة أنه قال: "إن القرآن يجسد وضعا تاريخيا ولا ضير من وضعه موضع مسائلة إصلاحية نقدية".

علق القمني أنه مسئول فقط عما نشره في كتاب وكتب عليه اسمه، أما ما يأتي في حوارات صحفية لست مسئول عنه لأن الصحفي يغير ما أقوله، فأنا غير مسئول عن الصياغة.

وقال: "القرآن الكريم بالنسبة لي محل إيمان وليس محل مناقشة، والله لا استطيع أن أضعه قيد البحث لأنه ليس مادة، لذلك موضوع العقائد عندي هي أن تؤمن بها أو لا تؤمن بها، أما مسألة وضع القرآن الكريم محل مسائلة نقدية فهو كلام لم أقله، حتى إن أخطأ الصحفي في الصياغة بهذا الشكل فأنا غير حزين، لأن المسائلة النقدية ليس معناها أن تهاجم أحد ولكن معناها أن أعرف ما هو علاقته بالأرض في زمن وعلاقته بمجموع الحدث الذي تكلمه في هذه النقطة، وكذلك علاقته بشكل المجتمع والبيئة والجغرافيا والاقتصاد وغيرها، فمعناها ليست المسائلة".
وأضاف: "القرآن الكريم يحتمل تفاسير عدة وهو يحمل هذه التفاسير، فمعنى الكلام أن القرآن كتاب قابل لكل الاجتهادات".

وحول ما نسب إليه من قوله أن "القرآن له بعدان بعد تأريخي حقيقي، وبعد روحي أو اسطوري"، قال القمني: "إن القرآن فيه خاصية هامة لو التفت لها المسلمون لما وصلنا للوضع الحالي، وهي انه تجادل مع الواقع ليعطي الدرس للمسلمين ليؤكد لهم أن الواقع يتغير فتغيروا عندما تتغير الظروف، وأن النبي محمد هو الخاتم لأن بعده لن تتدخل السماء في الأرض وآن الأوان أن تتحملوا الأمانة وهي العقل، وهذا هو نظرتي للإسلام".

وعن رأيه بشأن غزوة بدر ونزول الملائكة للمحاربة مع المسلمين أوضح القمني: "إن هذا ما قاله القرآن وأنا أصدق وأسلم بهذا لكني لا أصدق ولا أسلم بالزيادات التي حدثت بعد ذلك مثل الروايات التي تقول أنهم رأوا الملائكة تسير في الوادي في معركة بدر كأنهم نمل أسود فهذا غير ملزم لي أنا ملتزم بنص القرآن فقط".

وفي ختام الحديث أكد الدكتور سيد القمني أنه متمسك بالجائزة التي منحت وأنه لن يتنازل عنها لأنه لو تنازل عنها سيهين من صوت لمنحه هذه الجائزة.

يذكر أن الكتاب بلال فضل اتصل ببرنامج "90 دقيقة" لإجراء مداخلة على كلام الدكتور سيد القمني، إلا أن القمني رفض سماع المداخلة وقال: "أنا لست في مواجهة مع بلال فضل

مقاطع فيديو لحوار سيد القمني في 90 دقيقة




No comments:

Post a Comment