البرادعي يعلق على عبدالتواب

في أول تعليق له على مزاعم تعذيب أحد مؤيدي ترشيحه للانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة ، أصدر الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير بيانا يوم الخميس الموافق 11 مارس / آذار أدان خلاله بشدة اعتداء الأجهزة الأمنية على الدكتور طه عبد التواب ، مطالبا السلطات المعنية بتقديم مرتكبى الجريمة التى وصفها بـ "البشعة" إلى القضاء العادل.

وفي البيان الذي نشرته بعض وسائل الإعلام المصرية ، استنكر البرادعي الاعتداء على الدكتور طه عبد التواب بسبب ممارسته حقه المشروع فى التعبير السلمى عن رأيه في ضرورة وأهمية تغيير الأوضاع السياسية فى مصر نحو الأفضل وفقا لمطالب الأغلبية الساحقة لشعب مصر ، قائلا :"وأنا معهم وفى مقدمتهم ومن ورائهم".

وأعلن البرادعى تضامنه الشخصى مع الدكتور طه عبد التواب ومع كل مواطن حر مخلص حريص على عزة بلاده وكرامتها ، معلنا استعداده لبذل كل ما يستطيع من جهد للدفاع عن حقه فى التعبير عن رأيه وحلمه فى وطن آمن ومتحضر.

وحذر البرادعى من أن اللجوء إلى تلك الأساليب التى وصفها بـ "غير المتحضرة" يعد انتهاكا صارخا لكل الأعراف والقوانين ويعرض مرتكبيها للمساءلة أمام المحاكم الوطنية والدولية ، قائلا :" إن تلك الأفعال لن تستطيع أن تخيف شعبنا أو ترهبه أو تسكت صوته ، لن تزيدنا إلا إصرارا وقوة على تحقيق حلم التغيير".

وجاء بيان البرادعي السابق بعد ساعات من إعلان منظمة حقوقية مصرية أن طبيبا مصريا يدعى طه عبد التواب تعرض للتعذيب على يد ضابط بأمن الدولة بسبب تأييده لترشيح الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن الشبكة العربية لحقوق الانسان القول في بيان لها إن طه عبد التواب طبيب من الفيوم معروف بتأييده للبرادعي استدعاه ضابط في أمن الدولة بعدما شارك في لقاء نظمته حركة كفاية المعارضة.
واتهم البيان الضابط بتعذيب الطبيب بشكل وحشي عقابا له على إعلانه لرأيه ، مشيرا إلى أن الطبيب موجود الآن في قسم العناية المركزة بمستشفى سنورس العام بالفيوم بعد أن تعرض للتعذيب من الثامنة من مساء الأحد الموافق 7 مارس حتى الثامنة من صباح الاثنين الموافق 8 من الشهر ذاته .

واختتم البيان قائلا :" إن الطبيب مصاب بالسكري وإنه لم يأكل طوال الليل ولدى خروجه صباحا طلب منا تقديم شكوى باسمه وجرى نقله إلى المستشفى".

ورغم أن أجهزة الأمن المصرية نفت صحة البيان السابق حول أن يكون الطبيب قد استدعي أو تعرض للتعذيب ، إلا أن صحيفة "المصري اليوم" كشفت أيضا في 10 مارس أن ضابطا داخل مقر مباحث أمن الدولة بالفيوم قام بالتعدي بالضرب على طبيب وتعذيبه وتجريده من ملابسه لمشاركته فى تنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بعمل توكيلات للدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ليتمكن من الترشح للانتخابات الرئاسية.


حملة تأييد البرادعي على فيس بوك

وجاء في تقرير للصحيفة أن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود أمر بفتح تحقيقات عاجلة فى الواقعة ، وأضافت أنه جاء فى المحضر الذى حرره طه محمد عبد التواب محمد وهو طبيب علاج طبيعى أنه فوجئ باستدعائه لمقر مباحث أمن الدولة في 7 مارس حيث سأله الضباط عن دوره فى الحملات الخاصة بتأييد الدكتور البرادعى فى مركز سنورس وعن المشاركة فى أى مؤتمرات لتأييده ودعوته فى المسجد لحماية الأقصى.

وكشف الطبيب في المحضر أيضا أن ضابط أمن الدولة انهال عليه بالسب والقذف بألفاظ خادشة للحياء ثم ضربه باليدين والقدمين وبعدها أمر المخبرين بتجريده من ملابسه ثم ضربه مرة ثانية واحتجزه مجرداً من ملابسه حتى صباح اليوم التالى ليتم إخراجه من فرع أمن الدولة فى حالة إعياء شديدة حيث عثر عليه الأهالى ملقى على الأرض قبل صلاة الفجر، وبعدها توجه الطبيب إلى مستشفى سنورس المركزى للعلاج بصحبة المارة وهناك تم احتجازه بالمستشفى لسوء حالته ولجأ الطبيب إلى الإضراب المفتوح عن الطعام لحين إحالة الضابط المسئول عن إهانته وتعذيبه إلى النيابة.

ووفقا لتقرير الصحيفة أيضا ، فإنه تقدم أكثر من 30 محامياً بمذكرة إلى المحامى العام لنيابات الفيوم المستشار عبد الحى فازورة للتحقيق فى الواقعة فأحالها إلى نيابة مركز سنورس للتحقيق بناء على أمر النائب العام وأمر بانتداب وكيل نيابة للتوجه إلى المستشفى لسؤال المجنى عليه ، فتوجه أحمد الجوهرى وكيل نيابة مركز سنورس وتولى التحقيق مع الطبيب الذى حرر المحضر رقم 1483 لسنة 2010 إدارى مركز سنورس وتوجه ضابطان إلى المستشفى لسؤاله في الواقعة ، إلا أنه رفض الحديث إلا أمام النيابة خوفاً من البطش به ، متهما ضابطين و4 أفراد شرطة بتعذيبه وقد ساءت حالة الطبيب وتم إدخاله غرفة العناية المركزة لخطورة حالته الصحية.

No comments: