قصة زوج مخدوع

أنا طبيب أطفال عمري 27 عاما مجد ومجتهد في عملي بشكل ملحوظ المشكلة أنني تزوجت من قريبه لأمي من بعيد . أهلها كانوا اتفقوا على زواجها من زميل لها في العمل كان مجرد اتفاق عائلي لم يتخطي الكلام فقط ، ولم أكن أعلم بذالك ، ذهبت أمي لخطبتها ووافق أهلها على ذلك وكذالك هي . وتمت الخطوبة بعد أسبوعين وسط حضور كبير من الأهل والأصدقاء وتم الزواج بعد 5 شهور بحمد الله، زوجتي تجيد استخدام الحاسوب بشكل ممتاز ، تركته في يوم دون أن تغلق الإيميل الشخصي لها وكانت هنا الصدمة، رسالة من صديقها هذا الذي حدثتكم عنه كان محتوي الرسالة يفيد بأنه رآها لا تصلح زوجة نهائياً وأنه لم يفكر فيها كزوجة نظراً لما تنازلت به له ويخبرها بأنه إنسان كويس وعمره ما كان وحش لكن ضعف زوجتي أمامه هو السبب في سوء سلوكه.

كادت دماغي أن تنفجر لولا أن استغفرت الله وحاولت أن أفهم ماذا حدثت تركتها يوم كامل حتى أكون في حالة نفسية تسمح بكلامي معها في هذا الشأن فاتحتها في رسالة صديقها وأقسمت عليها بالمصحف بأن تخبرني بالحقيقة ، وأقسمت على أن لا أؤذيها أخبرتني بما كان يحدث بينهم لمدة تزيد عن 5 شهور في العمل من سهرات بعد العمل والذهاب معه لمقر العمل في الأجازات بحجة ضغط العمل وممارسة الجنس السطحي ، وحكت لي كل ما حدث بالتفصيل كأنها أردت أن تقتلني بكل كلمة تقولها ،أقسم لكي يا سيدتي بأنها قتلت روحي بكلامها تلك وأنها كانت تحبه جدا وهو وعدها بالزواج بمجرد تجهيز قصر الزوجية الذي وعدها به وهكذا من كلام عجيب ، لم أعد أطيق زوجتي تلك ، أشعر معها بعدم الراحة لا أستطيع الاقتراب منها نهائياً كلما تذكرت أن شخصاً أخر قد أستعمل هذا الجسد من قبل ، حياتي في دمار منذ أسبوعين ، أخرج كل يوم من البيت لا أعود إليه إلا في أخر الليل كي أستريح، هل أطلقها سيدتي ، أم ماذا أفعل حدثيني سيدتي لعل أجد في ردك هذا ما يعيدني للحياة مرة ثانية فقد أنفقت كل ما لدي في بناء هذا البيت . أين خطئي الذي وقعت به كي يبتليني الله بهذه الزوجة الخائنة أفيدوني أفادكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله .

زوج مجروح - مصر

أخي الفاضل
لندخل مباشرة إلي مشكلتك وسامحني لأنني سأطلب منك ما لم اطلبه من أحد من قبل فلم يحدث أن نصحت أحداً بالطلاق لعظم هذا الأمر ، ولأنني ليس لي أن أختار نيابة عن أحد أو أقرر نيابة عن الغير ، وإنما أترك للجميع حرية الاختيار وفق ظروفهم وما يتناسب وطبائعهم .

لكن في حالتك سأطلب منك أن تطلقها نعم طلقها لا لأنها أخطأت فكلنا مذنبون ، ولا لأنها اعترفت لك ولكن لأنها لازالت علي اتصال بهذا الرجل الذي حملها وحدها مسئولية الخطأ واعتبر نفسه الحمل الوديع وهي المرأة اللعوب التي أغوته فوقع معها في الخطيئة ، طلقها لأنك لن تستطيع أن تغفر لها ما فعلت ولن تثق بها بعد ذلك ، لون تكون في نظرك الزوجة الأمينة علي عرض زوجها وأولاده ، ولأنك لو سامحتها فلن تستقيم الحياة بينكما وسيأكل الشك قلبك ويقضي علي أي شيء جميل بينكما ، ولن ترحم نفسك ولن تحترمها أو تحترم زوجتك إن أنت تخطيت هذه المشكلة وتصرفت كأن شيئاً لم يكن ، اتركها وأحفظ سرها ولا تخبر به أحداً مهما كان ، وانسي ما حدثتك عنه كأنه ما كان ، اتركها الآن قبل أن تستحيل الحياة بينكما وتتحول جحيماً وسعيراً لهيبه الشك والخيانة ، اتركها الآن وقبل أن يكون بينكما أطفال يكتوون بنيران الكره الذي أصبحت تكنه لها وعدم الثقة التي غلفت حياتكما .

سامحني أخي الفاضل أنا ضد الطلاق وخراب البيوت علي طول الخط مهما كانت مساوئ الزوج أو الزوجة ، الطلاق عندي هو آخر الاقتراحات يأتي بعد استفاذ كل الحلول الممكنة وطرق كل الأبواب الموصدة ، لكن حالتك لا تجدي معها حلول ولا مسكنات مؤقتة ، الجراحة والبتر للأسف هي الحل الناجع والعلاج الممكن لحالتك ، فاستئصال الجزء المصاب يكون احياناً هو احل الوحيد كي لا يصاب باقي الجسد بالتسمم ، وأنت الآن في حاجة إلي استئصال زوجتك وخروجها من حياتك ، ليبدأ كل واحد منكما في طريق مختلف ، فتبدأ هي مع آخر وتتعلم من التجربة أن التنازل أول طريق الضياع ، فقد تنازلت مرة وكانت النتيجة أنها فقدت الشخص السابق ، ولعل ذلك يكون درساً لها يجعلها تحفظ نفسها ولا تبتذلها لمخلوق ليس بينها وبينه رباط شرعي ، وأكبر من الخطأ هو الاستمرار فيه وهو ما فعلته زوجتك التي لو كانت قطعت صلتها بهذا الشخص وتابت إلي الله لسترها وطوت خطأها مع الأيام ونسيته ونسيها فالله الذي يقبل التوبة عن عباده وهو الغفور الرحيم ، لكنها لم تنسه ، والحالة التي أنت عليها الآن تجعل من الصعب عليك أن تسامحها أو تتقبل خطأها او تعفو عنها لأن ما انكسر بينكما شيء غال وثمين لا يمكن تعويضه ألا وهو الثقة والاحترام .

فقد يضيع الحب وتستمر الحياة ، تضيع المودة وتبقي حبال الوصال ممتدة إلي حين ، لكن أن تضيع الثقة معناه أن يضيع المقوم الأساسي للحياة بين أي زوجين فإذا ضاعت الثقة فقد الزواج الركن الأساسي من دعامات استقراره واستمراره ، ولا يصلح زواج قائم علي الشك والإحساس بالخديعة ، لأن البيت المستقر الصلب القادر علي مواجهة عواصف الزمن وأنوائه قوامه الثقة والأخلاق ، إن الله قادر علي أن يسامحها ويعفو عنها ويقبل توبتها عن هي أخلصت النوايا ، لكنك أنت كبشر لن تسامحها ولن تنسي لها ما فعلت ، لذا الأفضل لكما أن يبدأ كل منكما حياته مع شخص آخر ، سرحها بإحسان ولا تسيء إليها والله لا يكلف نفساً إلا وسعها ، ولا تحاسبها علي ذنبها فلست خالقها دعها لربها هو أعلم بها ، وابدأ حياتك من جديد لأن الماضي سيظل يعذبك ويعذبها وستظل ذكراه ماثلة في ذهنك شاخصة أمام ناظريك كلما غدت زوجتك أو راحت أمامك.

No comments:

Post a Comment