مقتل ابوايوب المصري وابوعمر البغدادي


أعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى مقتل القائد العسكري في تنظيم القاعدة في ثلاث محافظات خلال عملية عراقية أميركية مشتركة في الموصل فجر الثلاثاء 20-4-2010 .وذلك بعد يوم واحد إعلان السلطات العراقية عن تمكنها من قتل أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي قائدي القاعدة في العراق.

وقال اللواء قاسم عطا الناطق باسم عمليات بغداد لوكالة الأنباء الفرنسية إن "قوة عراقية أميركية تمكنت من قتل الإرهابي أحمد العبيدي الملقب أبو صهيب، القائد العسكري لتنظيم القاعدة في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين"، وأضاف أن "العملية جرت فجر اليوم (الثلاثاء)في مدينة الموصل."

ووفقا لما رشح من مصادر أمنية فإن عملية تتبع وقتل كل من أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي القياديين البارزين في تنظيم القاعدة والتي أعلن عتها الاثنين 19 -4-2010 مرت بعدة مراحل من الرصد والمتابعة الى أن تم التوصل إلى مخبأ القياديين.

وطبقا لتلك المعلومات فإن عملية مراقبة القياديين بدأت من تتبع بريد ومراسلات بين المصري والبغدادي وبعض القيادات الكبيرة للقاعدة خارج العراق ومنها أسامة بن لادن
زعيم التنظيم.

ووضعت المعلومات في إطار سيارة تم مراقبتها ومراقبة المحطات المتعددة التي انتقلت فيها من مكان إلى آخر وجرى مراقبة الأماكن التي تم التوقف فيها إلى أن وصلت السيارة إلى المنزل الذي يقيم فيه زعيما القاعدة.

متابعة بالطائرات
المالكي يعرض صورة أبو أيوب المصري





وحتى هذه اللحظة لم تكن القوات الأمنية العراقية تعلم بمحل إقامة القائدين المستهدفين. وتم استكمال المتابعة عن طريق طائرات أمريكية بعد أن تم إخبار القيادة الامريكية بهذه المعلومات وبعدها تمت محاصرة المنزل.

وتوجه فوجان من الجنود للتمويه إلى مدينة الموصل بينما تمت العملية بالقرب من منطقة الثرثار.

وعقب ذلك دخلت مجموعة خاصة تابعة لجهاز الاستخبارات بزعامة قائد ميداني ، رفضت السلطات الكشف عن اسمه في الوقت الحالي، ثم تمت مهاجمة المنزل الذي كان يتواجد فيه عائلتا البغدادي والمصري ونسائهما.

وكان البغدادي والمصري في سرداب في باحة المنزل تم اخفاء مدخله بطريقة تشبه مخبأ صدام حسين وجرى تغطية المدخل بالعشب الاخضر المزروع كما لو انه باحة خضراء مزروعة لدرجة أن قوات الأمن لم تنتبه في البداية، بعد ذلك طلب طاقم الطائرات الحربية الأمريكية من القوات العراقية المتواجدة إخلاء المنزل وتم استهدافه بصاروخين، حينها تبين وجود السرداب وعثر على جثتي الرجلين إضافة الى الشخص الثالث الذي جلب معه الرسائل.

زوجات البغدادي والمصري بيد القوات الامنية وفي قصر رئيس الوزراء حاليا
وقد يتم ترحيل أطفال أبو ايوب المصري لمصر لأن جدتهم هناك وبالنسبة للآخرين سيتم تسليمهم لأهلهم، أما النساء فربما يحكم عليهن بالمؤبد لاتهامهما بالمشاركة بعمليات ارهابية والتستر على إرهابيين.


القاعدة في أضعف حالاتها

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أعلن في مؤتمر صحفي أمس الاثنين ان "قوة عراقية امريكية وجهت ضربة لبيت كان فيه ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري في منطقة الثرثار"، مشيرا الى ان العملية تمت خلال اليومين الماضيين.

ومن جانبه، أكد الجيش الامريكي أن قوات الامن العراقية قتلت أكبر زعيمين للقاعدة في العراق.

وعرض المالكي صورا للبغدادي وابو ايوب المصري، وهما مقتولين.

واوضح المالكي ان "خلية استخباراتية استطاعت ان تقبض على رؤوس تنظيم القاعدة وهي التي قادت الى ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري".

وقال ان "العملية ادت كذلك الى اعتقال اغلب القيادات العسكرية وكانوا يخططون لعمل اجرامي كبير خلال اليومين الماضيين يقضي باستهداف عدد كبير من الكنائس".

واضاف "حصلنا خلال العملية على الكومبيوترات وعلى كل المراسلات بينهم وبين ارهابيين في العالم ومنهم ايمن الظواهري واسامة بن لادن".

وقال ان "قوة عراقية انتشرت وفق معلومات استخباراتية محددة في مناطق مختلفة في العراق وباشرت بضرب الاهداف".

وقال المالكي "القاعدة بعد هذه الضربة اصبحت باضعف حالاتها"، واضاف "عندما تنزف القاعدة، وتسقط قياداتها بهذا الشكل وتكون جميع اتصالاتهم ومعلوماتهم وشبكتهم وامتداداتهم تحت ايدينا تصبح في اضعف حالة".

واستدرك قائلا "لكن لا بد ان نكون اكثر حذرا ويقظة واستمرارا بالعملية تصاعديا، وحتى نضمن نهاية لاجتثاث القاعدة في العراق نحتاج الى ترابط اكثر".

واكد المالكي ان "الجانب الامريكي ساعد في التحقيق وكان شريكا في عملية تدقيق المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتنظيمات".


من هو أبو أيوب المصري؟
أبو أيوب المصري





بحسب هويته العائلية التي تحمل بياناته الشخصية فإن اسمه: محمد فؤاد حسن السيد هزاع وشهرته الشيخ شريف هزاع، من مواليد 13 يونيه 1957 وحاصل على ليسانس الدراسات الاسلامية من السعودية عام 85 ولم تثبت الهوية طبيعة عمله، حيث ذكرت أنه "لا يعمل" ويقيم بالبر الشرقي بشبين الكوم برقم قيد 4512 وفصيلة دمه B ورقم البطاقة هو 37160 محافظة المنوفية وصادرة بتاريخ 26 مايو 1990.

وأبو أيوب المصري كان ملتزما منذ شبابه وأثناء حياته الجامعية، فقد كان طالبا في كلية الصيدلة ثم تركها ليدخل كلية التجارة ولم يكمل بها عاما دراسيا ليتركها، ويذهب إلى السعودية لدراسة العلوم الشرعية والتخصص في علوم الحديث، وحصل على ليسانس الدراسات الاسلامية من الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، وكان في بداية التزامه مقتنعا بالفكر الاخواني، ثم اتجه للفكر السلفي القائم على تعلم العلم على يد مشايخه وأهله، وقد تتلمذ على يد مجموعة من علماء السلفيين.

وتزوج وهو لا يزال في السنة الرابعة بالجامعة السعودية. وظل فترة في السعودية بعد أن وضع زوجته ابنته سمية، ثم انتقل إلى الأردن، ليجاور شيخه الألباني وليستكمل دراسة علم الحديث على يديه.

وكان الشيخ أبو أيوب المصري خلال هذه الفترة يعمل في مهنة تحقيق كتب الحديث، وبعض كتب الامام ابن تيمية مثل الفتوى المحمودية الكبرى، الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان. كما حقق بعض كتب الامام الشوكاني مثل التحف في مذاهب السلف. بل قام هو شخصيا بتأليف بعض الكتب الشرعية والفقهية مثل العذر بالجهل.

استمر في الأردن لفترة عمل فيها اماما لأحد المساجد الكبرى هناك، ثم عاد لمصر. وبعد أن وضعت زوجته ابنهما الثالث معاذ بعد الثاني بلال في 20 اكتوبر 1987، سافر الاثنان إلى باكستان وهناك حصل على الماجستير في علوم الحديث ببشاور وحقق شهرة دعوية.

لم يكملا سنة في باكستان وعادا من جديد إلى مصر، ثم سافرا إلى الامارات، ومنها إلى اندونيسيا، وهناك قام أبو أيوب المصري بتدريس علم الحديث في المعاهد الشرعية وأصبح له تلاميذه ومريدوه من السلفيين وغيرهم، ثم أراد أن يستقر في مصر، فقرر العودة والبقاء فيها في آواخر عام 1998.

وأُعلن "أبو أيوب المصري" زعيما للقاعدة خليفة لأبي مصعب الزرقاوي الذي قتل هجوم أمريكي على مقره يونيو/حزيران عام 2006.


أبو عمر البغدادي

وظهر البغدادي للمرة الاولى في أبريل 2006 بعد توليه قيادة جماعة متمردة مناهضة للأمريكيين ثم قيادة تنظيم القاعدة في العراق.

وكان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة دعا إسلاميي العراق، في تسجيل صوتي بث في 30 ديسمبر 2007، الى مبايعة الشيخ أبوعمر البغدادي "اميراً على دولة العراق الاسلامية" وهاجم مجالس الصحوة. وتم بث شريط بن لادن الصوتي الذي يستغرق 56 دقيقة على موقع على شبكة الانترنت ورصدته مجموعة "انتليجنس غروب سايت" الأمريكية.

ودعا بن لادن "الامراء المجاهدين وأعضاء مجلس الشورى" ممن لم يبايعوا البغدادي الى "الوحدة ومبايعته اميراً على دولة العراق الاسلامية حفاظاً على جماعة المسلمين".

وأضاف "لا يجوز التأخر في المبايعة"، داعياً الاسلاميين "ألا يستسلموا لاعذار لتعطيل الوحدة والاجتماع"، والامتناع عن "التعصب للرجال او الجماعات بل الى التعصب للحق". وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت في مطلع عام 2007 قتل البغدادي في منقطة الغزالية في بغداد، لكن تبين بعد ذلك أنه ليس المقصود.

ونشأ تنظيم "دولة العراق الإسلامية إثر دعوة مؤسس تنظيم القاعدة جناح العراق، أبو مصعب الزرقاوي، لانضواء جميع الحركات المسلحة السنية تحت لواء واحد، تحت مسمى "مجلس شورى المجاهدين"" في ديسمبر/كانون الأول عام 2005، وقد تولى أبو حمزة المهاجر، الذي يعُرف كذلك بـ"أبو أيوب المصري" زعامة القاعدة خلفاً للزرقاوي عقب مقتل الأخير في غارة أمريكية في يونيو/حزيران 2006.

وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2006، تم استبدال "مجلس شورى المجاهدين" بـ"دولة العراق الإسلامية" التي تضم بحسب مؤسسيسها بغداد والأنبار وديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى وأجزاء من محافظتي بابل وواسط. وبايعت جميع الحركات البغدادي أميراً.


وماذا بعد
وجه مقتل زعيمي القاعدة في العراق لطمة عنيفة لتمرد الإسلاميين الآخذ في الضعف وعزز مركز رئيس الوزراء نوري المالكي في مسعاه لحشد التأييد اللازم لتشكيل ائتلاف جديد.

وقتل أبو أيوب المصري زعيم تنظيم القاعدة في العراق وأبو عمر البغدادي الذي يعتقد انه رئيس تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بالقاعدة في عملية مشتركة لقوات الأمن العراقية والقوات الامريكية يوم الأحد.

وأعلن المالكي الذي يتفاوض مع عدة أحزاب حتى يمكنه الاحتفاظ بمنصبه بعد الانتخابات العامة غير الحاسمة نبأ موتهما بنفسه وسيحاول الاستفادة من هذا التقدم في محاربة القاعدة في العراق. غير أن العامل الحاسم بالنسبة لاستقرار العراق في المستقبل هو نتيجة محادثات الائتلاف وما اذا كانت ستسفر عن تشكيل حكومة قادرة على تخفيف التوتر الطائفي وليس الاستمرار في محاربة فلول التمرد الإسلامي.

وقد يتشكك كثير من العراقيين في حقيقة مقتل المصري والبغدادي فقد تبين في بعض الأحيان خطأ مزاعم الحكومة السابقة أنها قتلت بعض أعضاء القاعدة القياديين أو اعتقلتهم لكن هذه المرة أدلى نائب الرئيس الامريكي جو بايدن بتصريح قال فيه إن "موتهما قد يكون ضربة قاصمة للقاعدة في العراق".

وكان المسؤولون الأمريكيون يميلون إلى لزوم الصمت في المرات التي أدلت فيها الحكومة العراقية بمزاعم خاطئة في الماضي.

أهو مسمار في نعش القاعدة؟
بايدن يعقب على مقتل قائدي القاعدة في العراق





انحسر التمرد الذي تقوده القاعدة على مدة العامين الأخيرين بعد أن انقلب زعماء العشائر السنية على الجماعة المتشددة وتحالفوا مع الجيش الأمريكي، كذلك كان من نتيجة زيادة أعداد القوات الامريكية وتزايد قدرات قوات الأمن العراقية التي تضم الآن زهاء 670 ألف جندي وبات المتمردون الاسلاميون في وضع دفاعي، واقتصرت أنشطة القاعدة إلى حد بعيد على محافظة نينوى في الشمال والامتداد الحضاري لمدينة بغداد.

ولعل حكومة المالكي التي يقودها الشيعة تأمل أن يدق القضاء على المصري الذي يعتقد انه أكبر مخطط استراتيجي للمتشددين المسمار الأخير في نعش التمرد.

وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي في العراق الميجر جنرال ستيف لانزا لتلفزيون رويترز في واشنطن "لا يسعني أن أقول إنهم هزموا تماما لكنني أقول لكم الآن
انهم أضعفوا بشدة من خلال الضغط على تلك الشبكة".

غير أن محللين يقولون إن الجماعة ذات تركيب فضفاض، فهي ليست ذات بنية هرمية تعتمد على تسلسل القيادة من أعلى الى أسفل وإنما تتألف من خلايا مستقلة يعمل كل منها وحده وقد لا يكون لقتل زعمائها أثر مباشر يذكر على العمليات الجاري إعدادها.

وقد يكون من الصعب ايجاد من يحل محل المصري لكنه قد لا يكون ذلك صعبا بالنسبة إلى البغدادي.

وكان ضباط المخابرات الأمريكية يعتقدون منذ أمد طويل أن البغدادي ليس فردا واحدا وانما يعتقدون أن اسم "البغدادي" مجرد لقب أعطي لعدد المقاتلين العراقيين الذين أضفي عليهم وضع قيادي في دولة العراق الإسلامية لتبديد أي تصور أن القاعدة في العراق منظمة يقودها أجانب من حيث الأساس.

ومن المحتمل أن تكون القاعدة مبعث الهام كثير من التمرد السني لكنها ليست الجماعة الوحيدة التي تنفذ هجمات في العراق والقت الحكومة اللوم أيضا في التفجيرات الانتحارية على فلول حزب البعث المحظور قائلة إنهم يعملون مع القاعدة على الرغم من أنهم لا يشاطرونها معتقداتها الإسلامية الإصولية.

ومن المحتمل أيضا أن العنف في العراق ولاسيما خلال فترة الفراغ السياسي التي خلقتها انتخابات غير حاسمة ستنفذه فئات تسعى إلى اضعاف المنافسين أو استغلال الرأي العام وسيستمر أيضا العنف الذي تحركه دوافع سياسية.


المصالحة هي الحل

كان معظم عشرات الالاف من العراقيين الذين قتلوا منذ الغزو الأمريكي في عام 2003 ضحايا القتال الطائفي بين الأقلية السنية الذين كانوا يوما يهيمنون على الساحة
السياسية والأغلبية الشيعية الذين صعدوا إلى السلطة بعد سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين.

وخفت حدة الاقتتال الطائفي والأن فإن كثيرا من العنف يتركز حول مفجرين انتحاريين من السنة يستهدفون مباني حكومية وسفارات أجنبية وفنادق . ومع أنهم يقتلون المئات فانهم تحولوا إلى حد كبير عن الأهداف السهلة مثل مساجد الشيعة وأسواقهم في المناطق الشيعية .

غير أن الأسباب وراء الحرب الطائفية لا تزال قائمة فالسنة غاضبون لفقدانهم السلطة وتساورهم شكوك عميقة في الحكومة التي يقودها الشيعة اقتناعا منهم بأنها عازمة
على تهميشهم والانحياز إلى جانب إيران الشيعية.

وقد حصل تحالف متعدد الطوائف يقوده رئيس الوزراء السابق إياد علاوي على أكبر عدد من المقاعد في انتخابات السابع من آذار "مارس" بعد الفوز بتأييد واسع من السنة وهو شيعي علماني يعتقد كثير من السنة أنه على الأقل سيشبه صدام في بعض الأمور بمعارضته الطائفية والتدخل من جانب إيران غير أن التكتل الذي يرأسه نوري
المالكي والجماعة الشيعية الرئيسية في البلاد "التحالف الوطني العراقي" قد ينتهي بهما الأمر بتشكيل اتحاد قد يهمش علاوي وسيغضب ذلك السنة وقد يذكي التمرد من جديد سواء أكانت شخصيات مثل المصري والبغدادي ميتة أم على قيد الحياة.

ومن العقبات الرئيسية في طريق قيام تحالف حكومي يهيمن عليه الشيعة هو رفض رجل الدين المعادي لأمريكا مقتدى الصدر حتى الآن لمساندة المالكي في تولي منصب رئيس الوزراء ثانية.

ولا يوجد سبب واضح للاعتقاد أن مقتل المصري والبغدادي سيغير فكر الصدر الذي تسيطر جماعته على نحو 40 في المئة من المقاعد السبعين للتحالف الوطني العراقي
في البرلمان القادم بل أن المنافسين قد يعتبرون المالكي خطرا أشد.

مقاطع الفيديو

No comments: