يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر بصدد تغيير نهج المرشد السابق محمد مهدي عاكف والذي كان يركز على العمل السياسي أكثر من الدعوي ، ففي حوار أجراه معه برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم" مساء الأربعاء الموافق 14 إبريل/نيسان ، أعلن المرشد العام الجديد محمد بديع مجددا أنهم لا يعارضون ترشح جمال مبارك للرئاسة بشرط أن يعرض برنامجه على الشعب وأن تكون الانتخابات نزيهة .
ونفى بشدة في هذا الصدد أن تكون البرقية التي بعث به للرئيس حسني مبارك بعد إجرائه عملية جراحية ناجحة في ألمانيا تحمل أي مغزي سياسي أو مبادرة تصالحية مع النظام ، قائلا :" إنها قضية إنسانية بحتة وتأتي في إطار الأصول والواجب ، الرئيس كوالد لهذا الشعب كان مريضا وجميعنا تمنى له الشفاء والعافية ".
وأضاف " نطالب الرئيس مبارك باعتباره والدا لكل المصريين بالتخلي عن رئاسة الحزب الوطني ، المصريون يريدون حقهم من أبيهم ، نتمنى أن ينظر الأب حسني مبارك إلى أبنائه المسجونين ظلما ".
وشن بديع هجوما حادا ضد الحزب الوطني الحاكم ، قائلا :" الحزب الوطني سبب كل المشاكل ، مصر حاليا أشبه بغرفة مليئة بالغاز قد تنفجر في أية لحظة بسبب التوتر والشحن المتصاعد ، نرجو من العاقلين أن يجتمعوا لإنقاذ مصر ".
واستطرد " الحزب الوطني صاحب الرؤية الأحادية يرفض أن يستمع لأحد ، نحن لا ننافس على السلطة ، نريد فقط إنقاذ مصر ، زواج المال بالسلطة أفسد الإثنين ، نرجو أن يمد الحزب الوطني يده إلى جميع أبناء مصر ، على الجميع الاجتماع لإنقاذ مصر ".
وبالنسبة لما يتردد حول تعديل شعار " الإسلام هو الحل " ، قال بديع :" سنظل رافعين الشعار الذي يعني الجهاد في سبيل الله ضد كل من يحارب المسلمين ويحتل أرض العرب والإسلام " .
وتابع " جماعة الإخوان ستواصل منهجها القائم على قوة في غير ضعف ولين في غير عنف ، حوادث العنف التي حدثت في الماضي كانت فردية وأنكرها كل قيادات الجماعة ".
واستطرد " الإخوان كانوا في مقدمة صفوف المجاهدين في حرب 48 وهم أول من حارب الإنجليز وكانوا في صفوف الفدائيين على أرض القناة ".
ويبدو أن التصريحات السابقة تحاول التأكيد على الرسالة المستترة التي بعث بها بديع للنظام المصري فور اختياره في 16 يناير / كانون الثاني الماضي مرشدا عاما ثامنا لجماعة الإخوان المسلمين حتي وإن كان نفى وجود صفقة أو مبادرة تصالحية مع النظام .
فهو مازال يحاول طمأنة النظام المصري بأن اختياره يعني تركيز الجماعة على العمل الديني والاجتماعي على خلاف سلفه محمد مهدي عاكف والذي كان يركز على العمل السياسي أكثر من الدعوي وهو الأمر الذي كلف الجماعة الكثير من التضييق والاعتقالات والصدام مع الحكومة .
وكان بديع أكد خلال حفل إعلانه مرشدا ثامنا للجماعة أن الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام خصوما للأنظمة الحاكمة وإن كان بعضها دائم التضييق عليهم والمصادرة لأموالهم وأرزاقهم والاعتقال المستمر لأفرادهم .
وأضاف " لكن الإخوان لا يترددون أبدا في الكشف عن الفساد في كل المجالات ولا يتأخرون في توجيه النصائح وتقديم المقترحات للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها بلادنا ويربون أبناء وبنات الأمة على الأخلاق والفضائل والنفع للآخرين وهذا كله يصب في مصلحة الوطن والمواطنين ومؤسسات الدولة".
وتابع " الإخوان يؤمنون بالتدرج في الإصلاح وأن ذلك لا يتم إلا بأسلوب سلمي ونضال دستوري قائم على الإقناع والحوار وعدم الإكراه ، ولذلك فهم يرفضون العنف ويدينونه بكل أشكاله سواء من جانب الحكومات أو من جانب الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات".
ما سبق يكشف إلى حد كبير معالم سياسة الجماعة في الفترة المقبلة ويرجح أن الإخوان انحازوا للتيار المحافظ الدعوي التقليدي والبناء الداخلي بدلا من التركيز على الصدام مع النظام .
مقاطع الفيديو
شاهد الحوار كاملا مرشد الاخوان مع منى الشاذلي مقسم الى 8 مقاطع
شاهد جزء من الحلقة
2 comments:
فعلا حوار رائع وضح حاجات كتيره كانت موضع التسائل ربنايعينه علي المسئوليه الكبيره
حوااااااااار رااااااائع
ماشاء الله
ربنا يعينه
Post a Comment