ما هو السيف الاجرب
ربما كان استعادة السعودية لما يسمى السيف الاجرب وذلك مقابل مليار ريال قيل ان الملك عبدالله دفعها لعاهل البحرين مقابل تسليمه هذا السيف التاريخي هو اهم الاحداث التي صاحبت زيارة ملك السعودية لمملكة البحرين فياترلى ماهي قصة هذا الاجرب
الرواية الراجحة
يقول المؤرخون إن هناك روايتين لاستقرار السيف في البحرين، إحداها تشير إلى أن الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن عندما كان في الكويت أهدى السيف لآل خليفة، حكام البحرين، و
أما الرواية الأخرى، هي ان الذي سلم "الاجرب" واهداه لآل خليفه هو محمد بن سعود الذي يسمى غزالان.
وبحسب الروايات، فإن "السيف الأجرب" وصل إلى الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن بعد توحيد المملكة، وويحكي احد المؤرخين" نزل الملك عبدالعزيز ضيفاً على أسرة آل خليفة، في الوقت الذي كان الصاغة وصانعو السيوف منهمكين في تجهيز الأسلحة، ومنهم من أمروا بالسفر إلى عمان والهند والدول المجاورة، لتأمين السلاح. وكان الملك متمسكاً في جميع تنقلاته بهذا السيف الغالي، الذي كان من الموروثات الملكية التي وصلت إلى الملك عبدالعزيز. وخلال زيارته للبحرين قمنا بصيانته وتجديده، من خلال الجراب الخارجي الذي كان من الذهب، فيما كانت القبضة من العاج. وكان الملك عبدالعزيز يتفاءل به كثيراً».
وقال إن هناك أمراً «ربما يجهله الكثيرون، وهو أن السيف الذي يوجد أسفل عبارة التوحيد في العلم السعودي هو دلالة على السيف الأجرب»، مؤكداً أن الأخير استنسخت منه ثلاثة سيوف طبق الأصل، سُلمت إلى الملك عبدالعزيز قبل مغادرته البحرين.
وأضاف أن الملك عبدالعزيز أعطى «الأجرب» لجماعة استجاروا به، فأمرهم بأن يخرجوا إلى البحرين، ويسلموا السيف إلى آل خليفة، وأخبرهم بأنهم ما ان سيروا السيف سيكرمونهم، ويستقبلونهم بحفاوة. وسُلم السيف إلى الشيخ حمد الأول. وهو السيف الذي قال فيه تركي بن عبدالله بيت الشعر الشهير
وتناقله بعد ذلك حاكم تلو آخر في البحرين، إلى أن وصل إلى الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة، عم ملك البحرين، وكان حريصاً عليه جداً. وقال الصايغ: «كان الشيخ محمد بن سلمان يردد دائماً أن هذا السيف شريان دم، يربط آل خليفة بآل سعود.
وكان يرى فيه علامات الأخوة والصداقة والمحبة والسلام بين العائلتين الملكيتين. ووضع «الأجرب» في حجرة خاصة، لم يسمح لأحد بأن يقترب منها. وكان يقوم بتنظيفه شخصياً، تكريماً له».
وبين شاكر الصائغ أن السيف الأجرب تمت إعادة ترميمه وصقله وأصبح له «جراب» من الذهب الخالص، كما أن الذهب يمنع الصدأ لطبيعة بعض المواقع في شبه الجزيرة العربية الساحلية، فكان الخوف أن يتأثر بعوامل الرطوبة ويتعرض للصدأ، بينما كان «الجراب» الذي يحتوي السيف في فترة الإمام تركي مصنوعا من الجلد، ومطعما بالذهب، كاشفا أن الصورة المرسومة في العلم السعودي تعد صورة من السيف الأجرب، وهي ترمز للدولة السعودية منذ ذلك الوقت.
وأكد شاكر الصائغ أن نصل السيف الأجرب يسمى بـ«النصل الحجازي النجدي»، ولديه «حدبة» غير غزيرة مع مقبض من العاج «مما يدل على أنه صنع لشخص طويل القامة وقوي البنية مثل الإمام تركي - رحمه الله - وهي الصفات التي كانت تنطبق على حفيده الملك عبد العزيز»، مشيرا إلى أن السيوف تصنع حسب قامة وقوة بنية أصحابها.
وأكد حفيد عائلة الصائغ أن أسرته هي الوحيدة في المنطقة التي تصنع سيوفا عربية متكاملة في المنطقة، وقال «إن مصنعنا هو الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي يصنع سيفا متكاملا من الألف للياء»، موضحا أن أشهر الزبائن هم الأسر الحاكمة في الخليج والأعيان والمواطنين في دول مجلس التعاون، وعرضت أعمالهم في أشهر المزادات في دول أوروبا، كما تم إنشاء موقع على شبكة الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية لعرض المنتجات من سيوف وخناجر وغيرها من المقتنيات.
القصيدة التي أشهرت "الأجرب"
وقصة شهرة "الأجرب" مثيرة، فبعد أن قضت الدولة العثمانية على الدولة السعودية الأولى، وهدموا "الدرعية" أخذوا معهم الكثير من الأشخاص من أسرة آل سعود وأسرة آل الشيخ، وبعضهم ذهبوا به إلى مصر والآخر إلى اسطنبول، وكان من اللذين ذهبوا إلى مصر مشاري بن عبد الرحمن بن مشاري آل سعود.
وبعد أن استرد الإمام تركي بن عبدالله الحكم، وأسس الدولة السعودية الثانية، بدأ يعيد الناس الذين خرجوا أسرى للعثمانيين، ومنهم مشاري لكونه كما تقول الروايات كان شجاعاً وقوياً وكان يحتاجه الإمام تركي لمساعدته في تصبيت الحكم، فأرسل له قصيدة قال في بعض أبياتها:
سر ياقلم وإكتب على ماتورّا
أزكي سلام لإبن عمي مشاري
شيّخ ٍعلى درب الشجاعة مضرّا
من لابة ٍ يوم الملاقا ضواري
يوم إن كل ٍ من خويه تبرّا
حطيت (الأجرب) لي عميل ٍ مباري
نعم الرفيق إلى سطا ثم جرّا
يودع مناعير النشامى حباري
واقترن السيف الأجرب بالإمام تركي بن عبدالله المشهور بشجاعته ورجاحة العقل وهو مؤسس الدولة السعودية الثانية والتي امتدت ألاف الكيلو مترات على جزيرة العرب وكانت نشأتها في العام 1824 هجرية واستمرت لسبعة وستين عاما.
No comments:
Post a Comment