العائلة التي قتلها المصري في لبنان



رجل في السبعين مذبوح في فراشه، وزوجته مذبوحة في الحمام مع عشرات الطعنات، وأنف وأذن مقطوعتان في حمّام آخر، الابنة الكبرى آمنة مذبوحة ومشوّهة، وقريباً منها زينة مذبوحة ويدها المقطوعة على بُعد أمتار منها.
تلك كانت الشرارة او الجريمة التي نسيها الجميع في غمرة الهول من بشاعة مقتل محمد مسالم سحلا وضربا في لبنان
فقبل يوم واحد من قتل أهالي "كترمايا" اللبنانية للمصري محمد مسلم، والتمثيل بجثته، كانت البلدة تعيش صدمة قتل 4 من أبنائها، هم يوسف أبومرعي (75 سنة) وزوجته كوثر (70 سنة) وحفيدتيهما آمنة (9 سنوات) وزينة (7 سنوات).

غطّى هول "قتل القاتل" على بشاعة الجريمة الأولى: س
"رنا أبومرعي، وهي ابنة الجدّين ووالدة الطفلتين القتيلتين،روت تفاصيل الجريمة: "بعد عودتها من عملها كمدرسة ثانوية في إحدى مدارس صور. لم يكن عادياً عدم خروج والدتها الحاجة كوثر لاستقبالها.

وتشرح طبيعة المكان الذي شهد الجريمة "رنا تعيش في منزل واحد مع أهلها. هي والفتاتان في طابق علوي، له مدخل خاص يمرّ بالطابق الأرضي حيث يعيش الجدّان. خارج المنزل، توجد غرفتان مهجورتان، مع حمامين، وسرير قديم".

عند عودة الأم، لم تتمكن من فتح باب بيتها، فخطر لها أن والدتها أخذت الفتاتين إلى عُرس في القرية، إلا أنها لم تجدهم هناك. كان أسوأ ما تخيلته هو مرور والدها يوسف بنوبة مرضية ونقله إلى المستشفى، فتّشت في المستشفيات من دون جدوى.

عندها طلبت مساعدة أحد الجيران لفتح باب الغرفتين الخارجيتين. وكان أول ما رأوه جثة الوالد مذبوحاً على فراشه.


وسرعان ما اجتمع شباب القرية على صراخها، وشاهدوا الفاجعة الكبرى: الحاجة كوثر مذبوحة في الحمام وعشرات الطعنات في جسدها وأنفها وأذنها مقطوعة وملقاة بجانبها.

في الحمام الآخر، الابنة الكبرى آمنة ذات 9 سنوات، ملقاة على بطنها بعد ذبحها، وقد قطعت أذنها اليسرى، وفي الأرض الابنة الصغرى زينة ذات الأعوام السبعة مذبوحة أيضاً ويدها مقطوعة تبعد عنها بضعة أمتار، حيث يبدو أنها قُطعت أثناء محاولتها الهرب.

لو كان الفاعل من أبناء كترمايا لكان قد واجه المصير نفسه. ونحن متأكدون أن المصري (محمد مسلم) كان القاتل، لأنهم وجدوا شعره بيد الفتاة الصغيرة التي يبدو أنها كانت تحاول الدفاع عن شقيقتها، إلى جانب الدم على ثيابه والذي تتطابق مع دماء الضحايا".

لكن ما طبيعة العلاقة مع مسلم التي يمكن أن تدفعه لارتكاب مثل هذه الجريمة؟ ترد السيدة التي تعيش في منزل مقابل المكان الذي شهد الجريمة: "لم أره أو أسمع يوماً عنه. ولا رنا تعرفه. هي تخرج صباحاً لعملها وتعود بعد الظهر، ومتفرغة لعائلتها بالكامل".

وتشير إلى أن عائلة المصري تعيش منذ شهرين في الطابق الأول من بناية ملاصقة لبيت الضحايا، "لكنهم لا يختلطون مع الجيران ولا يتبادلون الزيارات".

وتنفي أن تكون والدة الطفلتين اتهمت شخصاً آخر بارتكاب الجريمة، "ولم تتلقّ أي تهديدات"، كما سبق أن نُقل عن مصادر أمنية مجهولة.

وتتساءل: "لماذا أتوا بالفاعل لتمثيل الجريمة حتى قبل دفن الضحايا؟ ولما أحضروه من دون تأمين طوق أمني، مكتفين بـ3 حراس فقط؟".

صباح اليوم التالي للجريمة، أوقفت القوى الأمنية محمد مسلم، وهو مصري جار للعائلة القتيلة، ويعمل جزاراً في القرية. وبعد مداهمة منزله، ضُبطت بداخله سكين وقميص مغمسان بالدماء، أظهرت فحوص الـDNA لاحقاً أنها تتوافق مع دماء الضحايا الأربعة.

"قُتل المشتبه به. وأغلقت قضيّة آل أبومرعي وفُتح غيرها: اعتداء على مشتبه فيه، وتبقى رنا أبومرعي وحيدة بعد مقتل والديّها وولديها، ضحية الجريمة من جهة، وضحية "الكرامة والشعب العنيد" من جهة أخرى"، كما يقول قريبها علي مرعي في رسالة نشرها على موقع صحيفة "السفير" اللبنانية.

مقاطع الفيديو
محمد مسلم المصري الذي قتل في لبنان وتم التمثيل بجثته

No comments:

Post a Comment