ملهى ليلي اسمه مكة وعلى شكل مسجد





يبدو ان المشاكل الدينية بين الشرق والغرب لن تتوقف وخاصة الاستفزازات الغربية التي لا تراعي حرمة وقدسية الرموز الدينية عند ميلمي الشرق خاصة اخر فصول تلك القصة هو بناء ملهى ليليلي تصميمه الهندسي من الخارج والداخل هو كالمسجد تماما، خصوصا أن قبته الخضراء واضحة للعيان كمأذنته المرتفعة. كما أن اسمه "مكة" أيضا، وممتد بالخط العريض على واجهته الأمامية البادية بطرازها الهندسي الإسلامي.
الملهى تم افتتاحه في بلدة "أغيلاس" البعيدة 105 كيلومترات عن مدينة "مورسيا" الساحلية في إسبانيا، من دون أن يثير سوى احتجاج إسلامي محلي خجول خمد صداه سريعا وأصبح كأنه لم يكن.

أول من شعر بالاستفزاز من "مرقص مكة" كان مهاجر مغربي طلب وظيفة بالشركة المالكة للملهى قبل افتتاحه في 18 يوليو (تموز) الماضي، وحين وصل في أول يوم عمل ووجد بأن اسمه هو كاسم العاصمة المقدسة للمسلمين وشكله من الخارج والداخل كالجامع تماما استقال في الحال.
ثم قام العامل المغربي وأخبر مهاجرين مثله في البلدة، ومنها علمت جمعيات للمسلمين في إسبانيا بالمرقص، فلم تعبر سوى جهة واحدة منها عن استيائها من اسمه وشكله من المرقص الذي بلغت تكاليف ديكوره أكثر من مليونين و700 ألف دولار، بحسب الوارد في موقع له على الإنترنت.
وجاء الاستياء من محمد حامد علي، وهو رئيس "الاتحاد الإسباني للجمعيات الدينية الإسلامية" المعروف اختصارا باسم "فيري" في إسبانيا، والذي أصدر بيانا شرح فيه أهمية مكة للمسلمين وقداستها كمركز أول بيت وضع للناس، ثم احتج من استخدام الاسم على مرقص، من دون أن يتطرق في بيانه إلى التصميم الهندسي للمرقص الذي لم يقفل في أي يوم من شهري يوليو وأغسطس (تموز وآب) الماضيين، ولو للراحة، حيث ارتاده في هذين الشهرين أكثر من 130 ألفا رقصوا فيه حتى الفجر كل يوم.
والوحيد الذي شمّر عن ساعديه فعلا ونزل إلى ميدان الاحتجاجات هو محام إسباني اسمه أنطونيو غارثيا بيتيتي، ومعروف بأنه عضو مؤسس لما يسمونه "لجنة التحكيم الإسلامي والممارسات الجيدة" لكن ضجيج الموسيقى المتصاعدة كل مساء من "مأذنة" الملهى الليلي غلب على ما ورد في بيان أصدره ولم تنشر فقرات منه سوى وسائل إعلام إسبانية قليلة، معظمها في مقاطعة مورسيا الواقعة بالجنوب الشرقي لإسبانيا حيث يقيم في عاصمتها وجوارها أكثر من 120 ألف مهاجر عربي، معظمهم من المغاربة.
واحتج غارثيا في بيانه على اسم المرقص بشكل خاص، فذكر أنه بالإمكان إطلاق اسم مكة على شيء مهم يشع بالتأثيرات الإيجابية، كعمل فني أو أدبي ضخم، كالقول "مكة السينما" عن هوليوود أو حتى "مكة الجاز" يشير إلى مكان يجري فيه عزف موسيقى الجاز إذا ما كانت راقية وتوحي بمعنى يرتبط بموحيات مهمة "أما إطلاق اسم مكة على مرقص، وهو ما لم نفهم القصد منه تماما، فهو غير مناسب وغير موفق" كما قال.

زبون عربي: حين رأيته من الداخل شعرت بالمهانة
وليست المشكلة هي فقط في اسم "ديسكوتيكا لا ميكا" كما هو اسمه بالإسبانية، فهناك هيئات وجهات ونواد كثيرة تحمل اسم مكة ومعروفة ولم تسبب أي احتجاج جدي تقريبا، بل المشكلة في هذا المرقص هي في تصميمه الهندسي "حيث لا شيء فيه يختلف عن أي مسجد من الخارج. أما من الداخل ففيه أعمدة وأروقة وقباب وديكورات شبيهة بكل ما في أي مسجد آخر" على حد تعبير زبون عربي ارتاده الأسبوع الماضي وحدّث "العربية.نت" أمس عن مناخه الذي وصفه بحميم.

وروى الزبون العربي أنه لم يدخل إلى"مرقص مكة" ليرقص ويتمتع "بل "لأرى تصميمه من الداخل، لكثرة ما حدثوني عنه، فإذا بي أشعر وكأنني في الشكل داخل مسجد، مع الفرق طبعا (..) ورأيت فيه ما يشبه المنبر الموجود في أي مسجد، وهو منبر واسع بعض الشيء من أعلاه وفيه كان بعض الرواد يرقصون طبعا على أنغام موسيقية حميمة وصاخبة، فشعرت بمهانة واهتز وجداني لذلك خرجت للحال" كما قال.

وردد الزبون العربي قصة معروفة في إسبانيا التي يزورها كل عام تقريبا، عن احتجاجات بالجملة صدرت في العام الماضي ضد فريق أتليتيك بيلباو الإسباني المعروف حين أطلق اسم الكاتدرال (الكاتدرائية) على ملعب خاص به افتتحه جديدا في إحدى المرات، فانهالت عليه الاحتجاجات من كل جهة صغيرة وكبيرة في إسبانيا، إلى أن ألغى التسمية في أقل من 48 ساعة.
و"مرقص مكة" الذي يتسع لأكثر من 3 آلاف زبون، هو قديم وكان بالاسم نفسه في تسعينات القرن الماضي، لكنه أقفل أبوابه قبل 10 سنوات بعد صعوبات مالية حملت أصحابه على بيعه إلى شركة إسبانية للكباريهات والملاهي الليلية والمراقص، فقررت إعادة افتتاحه بالاسم نفسه، ولكن بتصميم هندسي جديد يجعله شبيها بالمساجد بحيث يصبح اسما على مسمى.

مقاطع الفيديو
مشهد خسف مرقص في إسرائيل

No comments:

Post a Comment