جون لينون

أزاح جوليان، ابن جون لينون، وزوجته الأولى سينثيا الستار عن نصب تذكاري للمغني الراحل، في الذكرى السبعين لمولده، وقالا ان وقت الحزن على عضو فريق «بيتلز» الراحل انتهى.

ورفع الستار عن النصب التذكاري الذي كلف 350 الف دولار ويبلغ ارتفاعه نحو ستة أمتار - وصمم لدعم السلام - من بين عدد من المناسبات التي تقام في أنحاء العالم للاحتفال بواحد من اكثر المغنين ومؤلفي الاغاني تأثيراً في مجال موسيقى البوب، والذي قتل في نيويورك عام 1980 وهو في الاربعين من عمره. وأحيا محرك البحث على الانترنت «غوغل» ذكرى لينون بشعار مرسوم باليد ومقطع فيديو قصير مأخوذ من اغنيته الشهيرة «تخيل».

وتعتزم مانهاتن إقامة حفلة موسيقية خيرية تحمل اسمه، ومن المقرر أن تقدم أرملته يوكو أونو مع ابنهما شين حفلة لفرقة «بلاستيك اونو باند» في ريكيافيك.

وأقيم النصب التذكاري في ليفربول، مسقط رأس لينون، ورفع جوليان (47 سنة) وسينثيا (71 سنة) الستار في الوقت الذي عزفت فرقة موسيقية موسيقاه. واحتشد جمع من مئات عدة في حديقة «شافاس» للمشاركة في الحدث. وقالت سينثيا التي تزوجت لينون بين عامي 1962 و1968: «أعتقد ان الحزن انتهى على جون... أعتقد أن الوقت حان للاحتفال وهذا ما نفعله».

وأضاف جوليان الذي يعمل موسيقياً: «أعتقد ان غالبية الأشياء قيلت. جئنا الى هنا بقلوبنا لتكريم ابي والصلاة من اجل السلام وتوجيه الشكر الى كل فرد منكم وكل شخص شارك في الاحتفالات اليوم».

وبصفته واحداً من الاثنين اللذين كانا يتشاركان في كتابة اغاني فريق البيتلز إضافة الى بول مكارتني، فإن لينون كان مسؤولاً عن كثير من اغاني الفريق مثل «انها تحبك» و «أريد ان امسك يدك» و «ليلة يوم عصيب».

ويعد فريق «بيتلز» من أنجح الفرق في موسيقى البوب، وترك لينون بصمته كمغنٍ فردي بعدما انفصل عن الفريق عام 1970، وذلك بعدد من الأغاني الكلاسيكية مثل أغنية «تخيل». وقالت أونو إن تأثيره مستمر بعد 30 سنةً من وفاته.

من هو جون لينون
جون وينتسون أونو لينون (بالإنجليزية: John Winston Ono Lennon (ولد في 9 أكتوبر عام 1940، وتوفي في 8 ديسمبر عام 1980) كان مغنٍ وشاعر وعازف غيتار لفرقة البيتلز. بعد توقف الفرقة عام 1970، عاش مع زوجته يوكو أونو في الولايات المتحدة الأمريكية، وأكمل مسيرته الفنية.

بدأ لينون مسيرته كعضو في فرقة البيتلز في ليفربول بإنجلترا. كان يعزف على الغيتار، ومن ثم تعلم العزف على البيانو. أغلب قصائد أغاني الفرقة كتبها لينون وكذلك بول مكارتني.

أشهر الأغاني التي كتبها لينون للفرقة هي: AHard Day's Night و Help و Strawberry Fields Forever و A Day In The Life والكثير غيرهم. حينما انتقل إلى الولايات المتحدة، عاش أغلب الوقت في نيو يورك، حيث سجل عدة ألبومات هناك، أشهرها ألبوم ImaginE.

في عام 1980 اغتيل وهو ذاهب إلى منزله في نيو يورك بواسطة شخص يدعى مارك ديفيد تشابمان الذي كان مختل عقلياً. توجد الآن حديقة في نيو يورك اسمها حقول الفراولة (Strawberry Fields)، الاسم الذي كان لإحدى أشهر أغانيه. كان جون لينون يساريا وكتب أغان تمثل هذه الروح الثورية مثل أغنية power to the people وأغنية imagine. في أغانيه التي غناها بعد مرحلة البيتلز توجد روح تشاؤمية واضحة, حتى أنه في كلمات إحدى أغانيه يغني أنه لا يؤمن ب البيتلز. كان جون لينون مدمنا على المخدرات, وتوجب عليه دخول المصحات للعلاج من إدمانه وكتب عن تلك الفترة أغنية cold turkey. جون لينون حصل على تكريم كبير بإختيارة كأحد أشهر مئة مغني روك حتى بعد مرحلة البيتلز.

غوغل تحيي ذكرى ميلاد جون لينون السبعين من خلال شريط فيديو

انضمت شركة غوغل الى النشاطات التي تنظم في العالم باسره احياء للذكرى السبعين لمولد جون لينون من خلال شريط فيديو يمكن مشاهدته من خلال النقر على شعارها ويحتفي بواضع اغنية "ايماجين".

فعلى المواقع الاوروبية والاسيوية لمحرك البحث هذا وضع على صفحة الاستقبال في موقع غوغل رسم يكفي النقر عليه للبدء بمشاهدة فيديو من 32 ثانية.

فعلى انغام اغنية "ايماجين" تتوالى رسوم بالابيض والاسود ترسم كلمة "غوغل" فضلا عن مشاهد لورود وفراشات قبل ان تنتهي على بورتريه مرسوم لعضو فرقة البيتلز الذي تعرض للاغتيال.

وكان جون لينون ليحتفل بعيد ميلاده السبعين السبت. وتكثر المبادرات لاحياء هذه الذكرى من ليفربول الى نيويورك مرورا بريكيافيك. وقد اغتيل لينون صاحب اغنيات مثل "ايماجين" و "آل يو نيد ايز لاف" في الثامن من كانون الاول/ديسمبر في نيويورك.

وعادة ما تحيي غوغل المناسبات الكبيرة من خلال تعديل شعارها الا انها المرة الاولى التي ترفق ذلك بشريط فيديو. وكان الشركة العملاقة التي تعنى بالانترنت قدمت لمستخدميها في ايار/مايو شعارا يسمح باللعب بشكل متواصل بلعبة "باك-مان" في الذكرى الثلاثين لاختراع هذه اللعبة التي تعتبر الرائدة في مجال الالعاب الالكترونية.

بقايا أوراق محترقة من إعترافات قاتل جون لينون

أنا مارك ديفيد شابمان، لست قاتلاً أجيراً و لا مدفوعاً للقتل من أية جهة أو شخوص يملؤهم الخوف و الحقد...أنا أكون أنا و ليس غيرى من قام بهذا الفعل، لقد قمت به بنفس الشغف الذي أستمع به إلى أغاني ألبومات البيتلز.

ربما من لهجتي تستطيع أن تخمن من أى ولاية أتيت، لن أجهد عقلك أو أترك لك فرصة للتخمين، لن أترك لك فرصة حتى للإنتصار..هل تعرف جورجيا؟..نعم أنا منها ..من الجنوب حيث المزارع و حقول الحنطة و الشعير و أبنية الفلاحين المتهالكة...لعلى أكون كاذباً ...لا يهم.

لن أحدثك عن طفولتى و أسرتى المبتلاة بالقسوة و لا عن أبى الذى فتح أبواب الجحيم على مصراعيها...إنه حتى لا يستأهل أن أذكره أو أمرره بخاطرى، ليس لمجرد أنه نفاية و لكن لأنه مات بداخلى، رغم آثارة المتعددة التى تركها على جسدى قبل أن يرحل و التى ما زالت كلعنة أبدية تذكرنى به و أظل بعد ذلك أصارع لإزاحته من أرشيف عقلى البشرى.

إبتعدت..نعم إبتعدت...ممكن أن تسميه هروباً أو لجوءاً أو أى شىء، عقلك الجدلى لديه شغف بالتساؤل و إعادة التساؤل و تنميق التساؤلات بأجوبة تلذ لك و تعطى مساحة من الغرور و الثقة بأن لديك عقلاً كبيراً يسع الأحداث الغير معقولة التى تحوط العالم بطبقة ضبابية كابوسية.

عيون الجيران، زملائى فى المدرسة، زوجتى المؤمنة بى أشد الإيمان، المدرسون، بائعو البطاطا و البطاطس المقلية على منعطفات الطرق، كل هؤلاء نظراتهم تلاحقنى كمن ينظرون إلى مشعوذ أو أبله مجنون..أختبىء منهم فى حجرتى التعيسة، ضقت بهم، من الملاحقة و السخرية، من الدبابيس التى يرشقونها فى لحمى فتترك أثراً مؤلماً و دماءً تسيل كل ليلة لتنشع على الجدران المهترئة و أرضية الحجرة الرطبة وتنزّ من الكتب و الأكواب و أدراج المكتب و تختلط مع الموسيقى المنسابة من الجرامفون العتيق.

......فى الشتاء أجدنى وحيداً، أحاول تدفئة نفسى بأن أندس وسط الجموع فى البار الممتلىء عن آخره أو الأسواق المزدحمة أو فى قدّاس الأحد فى الكنيسة، و لكنهم كلهم..لا أستثني أحداً، كلهم يهربون ويبتعدون، أحس نفسى كنقطة زيت سقطت فى بئر ماء وحيدة ومعزولة...و أسأل نفسى..عندما تتجمد البحيرة، أين تذهب البطات البرية التى كانت تمرح فوقها و تتوالد؟.

...أنا لا أحكى قصة مسلية تبدأ بإيقاعٍ بطىء ثم تتصاعد ثم تكون لمسة النهاية..حميع النهايات مملة و مقززة تبعث على الضجر كأنما تضع حداً لبدايات تتخلق من العدم موبوءة بشىء إسمه النهاية، هل لابد لكل شىء أن يكون له مبتدى و منتهى؟...هذه أشياء سقيمة، أنا أحكى لمجرد الحكى و هذا يكفى، يكفى أنّى قلتها بالشكل الذى يتوافق معى، لن أضع فى ذهنى عقولكم العقيمة و ما تتطلبه متعة تسليتها و ملء الفراغ والملل الذى يصيبها....أنتم لا تهموننى فى شىء.

و هكذا خرجت من مدينتى تطاردنى اللعنات و سخريات الآخرين وتجاهلهم إياى و لا مبالاتهم بالإنسان الذى أكون، لا أجرؤ أن أسمى نفسى نكرة، أنا أكبر و أقوى مما يتصورون، أوه، آه، كلا ...هل يستحوذون على تفكيرى إلى هذا الحد؟!...اللعنة.

وصلت إلى مدينة نيويورك فى ليلة باردة وبقيت فيها لأربع ليالٍ، بدأت أدور فى الشوارع أبحث عن فندق رخيص، وجدت فندقاً لا يبعد كثيراً عن البناية العتيقة التى يقطن بها جون لينون، رتبت حاجياتى ثم نزلت أتفقد المكان، هذه المدينة يا للروعة ....كل هؤلاء البشر الذين لا أعرفهم و لا يعرفوننى، أضواء ملتهبة تشرخ عين الليل، أبنيتها شاهقة لا يبلغ منتهاها البصر، دقات كعوب سريعة على أسفلت الشارع، عربات تصنع عسر هضم بأمعاء الطرقات، ملاهٍ ليلية مزدانة بأجسادٍ عارية، إنتابنى شعور غريب يتراوح بين..بين...لا أعلم ...لا أقدر على الوصف، هل هى أبواب الجنة قد فُتحت لى أم أبواب الجحيم؟.

.......و فى حجرتى بالفندق أتصل بعامل كنت قد إلتقيته بأحد الملاهى الليلية..نعم أريدها رفيعة، بيضاء ..نعم بيضاء ومن الأفضل أن تكون قليلة الكلام أو فلتكن خرساء...آه نعم أريدها الآن...لا تقلق سأعطيها بقشيشاً مجزياً..و أقفلت الخط.

كانت تستفزنى فى الليلة الماضية الأصوات المرتفعة و المثيرة الآتية من الحجرة المجاورة لتأوهات صادرة من شواذ، لم أستطع النوم وأضرب بقبضتى على الجدار الفاصل بينى و بينهم..أرجوكم.. هل تهدأون قليلا؟ ..لا أستطيع النوم، و تأتينى ضحكاتهم الرقيعة ويستمرون، ورغم أنّى كنت عارياً و الحجرة يعمل بها جهاز التكييف ..إلا أن العرق أخذ يتصبب منى بغزارة.

أختنق من الوحدة، لا أعرف أحداً فى هذه المدينة و لا أحد يريد أن يعرفنى، إنهم لا يعطوننى فرصة لذلك، أردت أن أستعيض عن الكلام الكثير المخزون بداخلى، أردت شيئاً ..أى شىء يملأ فراغ الحجرة، أتت..خجولة أو هكذا بدا لى، شَغّلَت المذياع، أطفأتُ نور الحجرة و ذهبت لإضاءة مصباح دورة المياه حالما تخلع عنها ملابسها..كنت متوتراً قليلاً.

كانت ترتدى كيلوتاً أخضر، كان الجو بارداً، إندسّت تحت الملاءة بجسدها العارى و ثدييها المستنفرين، خَلَعتُ ملابسى و إندسست بدورى، تلامس جلدى بجلدها، أحسست بخدرٍ لذيذ يتوغل فى مسامى، أنفاسى تتلاحق، أتعرّق، إحتوائى لجرمها الهائل يعطينى مساحة للهدوء، قلقٌ ينهشنى أحاول تفريغه خارجى، أصعد و أهبط فى حركات سريعة متتالية هستيرية، إستسلامها يؤذينى، عند لحظة الذروة أشعر كمن تسلق جبلاً شاهق الإرتفاع، و عندما أنتهى يتملكنى إحساس مبهم بالسقوط يتنامى مع الخلفية الموسيقية المملة ذات الإيقاع البطىء.
ترتدى ملابسها وتتوقف عند الباب ريثما أرتدى ملابسى و أنا أنهج وأستنشق هواءً ملوثاً، أدس يدى فى جيبى و أعطيها بضعة دولارات، تخرج، تغلق وراءها الباب دون أن تنطق أى كلمة، أغلق سوستة بنطالى.

لم أستطع إحتمال رائحتى، طرأت علىّ فكرة مجنونة..ما هذا الذى فعلته؟..لابد أن أقتل نفسى ..هيا...هيا..فلأقتل نفسى ..وظللت أردد فى هستيريا حادة "فلتفعلها"..هيا إفعلها و أخذت المسدس من درج الدولاب وأدخلت فوهته بفمى و ضغطت على الزناد، لم أمت..ضغطت مرة والثانية والثالثة ولم أمت.. اللعنة ..كان المسدس غير محشو، فكرت فى أن أقفز من النافذة، إنها فكرة من الممكن أن تكون حلاً مريحاً ولكن كم هى مؤلمة.. إنى أرتعب..تراجعت أبكى، شهيق ...زفير، دوار مؤلم، أعدو إلى دورة المياه و أقىء.

أفتح درج الكومودينو و أخرج نسختى من الكتاب المقدس، أتصفحها وعندما أصل إلى السَّفر السابع و العشرين فى العهد الجديد المُعَنون (رؤيا جون) –بدون إرادة أو سبق إصرار- أضيف لينون إلى جون، لا أعرف ما الذى دفعنى إلى ذلك، العقل البشرى معقد لدرجة لا تستطيع معها تفسير أشياء هى من البساطة بحيث ممكن من السهل أن تعرف لماذا وكيف ولمَ؟ وهناك أشياء غامضة و معقدة ومن الأفضل أن تتركها هكذا بدون أى بادرة للتفكير فيها، هى كذلك وفقط. لعلى أردت أن أكمل الحلقة المفقودة فى سلسة حياته التى أظنها رتيبة ومملة لرجل يأكل الكافيار والسوشى والبيتزا فى المطاعم الفاخرة ويملك اليخوت والمزارع ويترفع عن الرجوع من جديد ليلم شمل البيتلز بعد تفرقهم، إننى من معجبيهم القدامى، أستمع إليهم وأنا طفلٌ صغير...هذا هو جون لينون ..فلأخلصه من جحيمه.. يجب أن أقتله ثم بعد ذلك لن أعد أشكل أى تهديد للعالم... مسدسى دائماً بسترتى –سأعمل هذه المرة على أن يكون محشواً- حتى عندما أكون جاهزاً أضرب، التصويبة من الممكن أن تكون إلى رأسى أو إلى رؤوس الآخرين...لا يهم.

ألبس نظارتى الشمسية ذات الإطار الكبير التى تمنعنى من أن أدقق تحت عينى كثيراً فى المرآة، ألبس البالطو وأفتعل حركات تمثيلية بمسدسى أمام المرآة مقلداً القتلة فى أفلام الأكشن التى أمقتها.

أنزل إلى الشارع أشترى الألبوم الجديد لجون لينون، ثم أعرج إلى المكتبة باحثاً عن كتابى المفضل (منقذ الأطفال فى حقل الشعير) لجيروم ديفيد سالينجر بغلافه الدموى، شخصياته بلاستيكية،تماثيل من الشمع مهلهلة فى عالمٍ بغيض، دمىً تفتعل المرح مقنعةً نفسها بالسعادة، ترتدى أقنعة خلف أقنعة خلف أقنعة، طبقات غير متناهية من الأقنعة، ديدان بشرية طفيلية تنمق الكلمات وتمثل أدواراً هزلية فى مسرحية عبثية لكائنات متحضرة.

لثلات ليالٍ أدور حول نفسى كسائرٍ فى دوائر لا تنتهى، منتتظراً وسط الجموع الملقاة بإهمال عند فتحة بناية داكوتا منتظرة خروج جون لينون للتصوير أو إجراء أحاديث صحفية أو لتوقيعه على الألبوم الجديد وكنت من الفريق الأخير.
أبكى.. أجهش بالبكاء... ما هذا الصمت؟...صمت قاتل يحوم حولى ويملأ الفراغ بقسوته.
نُحِتَت ملامحى فى ذاكرة البوابين الذين يتوافدون كل يوم يغيرون وردياتهم.
أشعر بالوحدة..أنا أذهب الآن لأصنع من نفسى شيئاً جديداً ومختلفاً ..ما الذى خلفته فى حياتى ...لا شىء...لا شىء ..أنا مجرد..مجرد لا شىء ...أى شىء، هل آن الأوان أن أكون شيئاً، إذاً فلأقلها و لأعرفها جيداً قبل أن أقولها، المسدس بجيبى و بإستطاعتى القتل، إذاً سأقتل جون لينون.. أوه..كلا..أنا متوتر قليلا، فلأذهب إلى الطار و أستقل الطائرة وأذهب إلى البيت وهناك أجد من ينتظرنى.

أخذت أقفز فى الشوارع غاضباً ..لا ..ليس هذا..لكنى لا أعرف إلى أين تتوجه البطات البرية حينما تتجمد البحيرة ويكسوها الجليد.

فى هذه الليلة أذهب إلى الفندق، أدخل حجرتى أسامر الصمت والوحدة، على الأقل كانت هناك قطة من قطط الشوارع تقف على النافذة لها أذنٌ مصغية وعينان مسبلتان فى دعة، أحادثها وأترك الليل يربت على صدر الهواء ويرسم خيمة سوداء فوق المدينة ....غداً سيكون أمرٌ آخر ..مسدسى فى الجيب الأيمن، وفى الأيسر تستكين نسختى من الكتاب المقدس، أحتضن ألبوم جون لينون إلى صدرى بمحبة وخوف من السقوط والتهشم، خلفه نسخة كتابى المفضل (منقذ الأطفال فى حقل الشعير) لجيروم ديفيد سالينجر ...كل شىءٍ معد، لم يتبق لكى يكتمل المشهد غير صوت فرقعة فى الظلام.

أقف فى الطابور الطويل على رأس البناية العتيقة من القرن الثامن عشر، يهتف بى البواب ..إنه السيد لينون ...ألا تريد السيد لينون؟، إنه ينزل، نعم إنه جون لينون، يمر من أمامى..يا لها من لحظة تاريخية ..أنظر إليه، أتمعن، أتأكد أنه هو، أتقدم إليه، الصمت يطبق لسانى، أقدم له نسخة الألبوم كى يوقعها و أقدم له القلم الباركر الذى إشتريته من أجل ذلك..يوقع باسمه و يكتب التاريخ..هل كان يعرف؟، ربما كان يعرف لكنه ليس على يقين من ذلك، هل سيعرف بعد ذلك أن هذا التاريخ سيشكل فارقاً بالنسبة له؟

-هل تريد شيئاً آخر؟ يقول لى ..و أرد عليه: لا ..لا أريد شيئاً آخر..-أمتأكد أنت ..أمتأكد أنك لا تريد شيئاً آخر ..- لا شكراً لا أريد شيئاً آخر – إذاً وداعاً..- وداعاً.

يا للروعة إنه توقيع جون لينون و أيضاً تاريخ اليوم، إنهم نادراً ما يفعلون ذلك... ويذهب فى العربة الليموزين السوداء.

و أسأل البواب عن وجهة السيد لينون و يجيبنى بأنه إما أن يكون ذاهباً إلى المطعم لتناول وجبة العشاء أو ذاهب إلى الأستديو و فى الغالب أنه ذاهب إلى الأستوديو...أنا متأكد أنه سيأتى الليلة باكراً، أنتظر خلف البناية أنفخ فى يدى أُذيب من عليها طبقات الجليد حتى تكون جاهزة للعمل...و عند الثانية عشرة أسمع صوت عربة تتوقف، أنظر من خلف الجدار..إنه هو..نعم هو..لم يخلف موعده، لم يثقلنى بمشقة الإنتظار، يمر من أمامى متجهاً إلى المدخل، يتخطانى ثم أصيح...مستر لينون..كان صوتى ضعيفاً و مضطرباً..أظنه لم يسمع، أخرجت مسدسى من جيب البالطو و أطلقت طلقة فالثانية فالثالثة، لم يكن فى ذهنى و أنا أصوب غير اللون الذهبى للشعير فى الحقول.
لم أشعر بالراحة بعد أن فعلت ذلك أبداً...لكنى سمعت صوت البطات البرية تغادر البحيرة.


مقاطع الفيديو
John Lennon - Watching The Wheels

No comments:

Post a Comment