الجيش الإسرائيلي بحاجة لـ10 آلاف جندي إضافيين

منذ تأسيس إسرائيل، ظل الجيش يؤدي مهمتين: الأولى هي القتال وصد المخاطر الخارجية، والثانية كونه «الصمغ» الذي يوحّد المهاجرين اليهود من مختلف دول العالم في بوتقة الهوية الإسرائيلية. على أن هذه الصورة تتغير بشكل درامي الآن تبعا لتقرير مطوّل خرجت به صحيفة «واشنطن بوست» وهذه هي الحلقة الثانية منه.

الباب بلا حارس

ويقول مسؤول التجنيد شاف كيزلشتاين: «ما اعتبره أمرا سيئا هو أن الخدمة العسكرية الإجبارية غير موزعة بالتساوي بين شرائح المجتمع الإسرائيلي. وأنا أبلغ الإربعين من العمر الآن، والسبب الوحيد الذي يبقيني في الجيش هو رغبتي في ذلك».

ويمضي قائلا: «اولئك الذي لا يرغبون في الاستمرار يجدون الوسائل التي تكفل لهم ذلك بسهولة، والجيش لا يفعل شيئا يذكر للتصدي لهذا. هذا تناقض لا أفهمه... من جهة يشكو العسكريون من النقص في الجنود، وفي الوقت نفسه فهم لا يفعلون شيئا إزاء أن العديد من أصدقائي ومعارفي وغيرهم يتركون الخدمة في سن الخامسة والثلاين أو الأربعين ولا أحد يقفل أمامهم باب الخروج».

أزمة مقبلة

بينما يقول الجيش الإسرائيلي إنه قادر حتى الآن على سد حاجته من القوات القتالية، فهو يقر بأنه لا يملك ما يكفي من الجنود لوحدات الدعم والمهام الإدارية. ويقول البريغاديز - جنرال أمير روغوفسكي، رئيس وحدة تخطيط شؤون الموظفين في فرع القوة العسكرية العاملة: «لدينا مشكلة حاليا بسبب النقص في عدد الجنود. وتبعا للتوقعات للعام 2020 فتصبح هذه المشكلة أزمة هائلة».

ومع ذلك فإن جنديا في الثانية والعشرين من عمره عرّف نفسه فقط بالحرف «د» يقول إن الدافع موجود أمام الشباب للانخراط في صفوف الجيش، وهو أن المجتمع يقدر اولئك الذين يريدون القتال حق تقدير. وقال إنه يقدّر بشكل خاص «الثراء الشخصي» الذي حصل عيه من تجربته العسكرية.

ويضيف هذا الجندي العامل في لواء المشاة «جولاني» الصفوي قوله: «عندما انخرطت في صفوف المجندين كنت مجرد صبي بعقل صبي. لكنني مختلف الآن وناضج سواء في ما يتعلق بسلوكي العام أو بذوقي في الملابس التي افضل ارتداءها أو بنوع الموسيقى التي أفضل الاستماع اليها».

سرّية بلا معنى

يذكر أن «قوات الدفاع الإسرائيلية» (الاسم الرسمي للجيش) لا تذيع على الملأ حجم هذه القوات. ولكن، وفقا لمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل ابيب - وهو مؤسسة بحثية مستقلة - فإن قوام الجيش هو 176 ألفا و500 عسكري، إضافة الى 445 ألف احتياطي.

لكن صحيفة «جروزاليم بوست» من جهتها قالت في مايو / ايار الماضي إن ثمة نقصا في هذا الجيش قدره 10 آلاف عسكري. وتبعا لمكتب الأحصاء الإسرائيلي المركزي فإن عدد السكان في إسرائيل يقدّر حاليا بحوالي 7.6 مليون شخص، حوالي 4.7 مليون منهم اسرائيليون يهود وحوالي 1.5 مليون من الإسرائيليين العرب. ويذكر أن هؤلاء الأخيرين لا يخضعون للتجنيد الإجباري.

غياب الحافز

ظل العديد من الإسرائيليين يتساءلون عن الحكمة الحفاظ على كل هذا العدد من المقاتلين بالنظر الى اتفاق السلام مع الخصم الرئيسي الممثل في مصر ومع الأردن أيضا. وانطلاقا من هذا التساؤل نجحت الضغوط الواقعة على الجيش في السنوات الأخيرة لتقليص مدة الخدمة الإجبارية.

على أن المحاولات لجعل هذه الخدمة طوعية آلت جميعا الى الفشل. ومع ذلك فإن المسؤولين العسكريين يجأرون بالشكوى الآن من أنهم سيصبحون، ربما في المستقبل القريب، عاجزين عن تجنيد المزيد من الشباب بما يكفي لسد احتياجاتهم بسبب تدني الحوافز أمام اولئك الشباب.

ويقول الجنرال أمير روغوفسكي في حوار معه: «يسألونني: لماذا تحتاج للترويج للخدمة العسكرية بينما هي إجبارية على الجميع؟ الإجابة كالتالي: إذا لم تشرح لهم في كل يوم الضرورة القصوى المتعلقة بالدفاع عن الوطن وأهمية الانخراط في الخدمة العسكرية وإقناع الناس بهذا الأمر، فلن يكون بمقدورنا توفير احتياجاتنا الحربية ورفع مستواها لمواجهة تحديات العقد المقبل».

No comments:

Post a Comment