موقع ويكيليكس ينشر وثائق سرية جديدة

تستعد العديد من الحكومات في العالم خصوصا الحكومة الاميركية لمواجهة التداعيات التي يمكن ان تنتج عن نشر موقع ويكيليكس ملايين الوثائق الجديدة التي يتوقع ان تشتمل على مراسلات دبلوماسية اميركية محرجة.


ويتوقع ان ينشر الموقع ثلاثة ملايين برقية ورسالة مسربة تحتوي على معلومات عن مراسلات اميركية وآراء سرية لدول من بينها استراليا وبريطانيا وكندا واسرائيل وروسيا وتركيا.
وكانت واشنطن التي أقرت بأنها تستعد "لأسوأ السيناريوهات"، أعلنت الأربعاء أن الأجهزة الدبلوماسية الأميركية شرعت في إبلاغ حكومات أجنبية أن ويكيليكس يعتزم أن ينشر قريبا وثائق سرية من شأنها أن تثير "توترات" معها.

وقال رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأميرال مولن في مقابلة تبثها شبكة( سي إن إن) الأميركية الأحد وحصلت وكالة فرانس برس على نصها الجمعة إن موقع ويكيليكس "لا يزال يقوم بأمور خطيرة للغاية"، خصوصا على أمن الجنود الأميركيين، داعيا المسؤولين عن الموقع إلى الإمتناع عن عملية النشر هذه.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء أنها تستعد لما سينشره الموقع من برقيات دبلوماسية تخص "عددا كبيرا من الملفات والدول".

وفي موسكو أكدت صحيفة كومرسانت أن هذه التسريبات تتضمن توصيفات "مزعجة" عن الوضع السياسي والقادة الروس قد تسيء إلى موسكو.

وكتبت الصحيفة أن كشف المعلومات "يمكن أن يتسبب بتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا" وكذلك مع نصف بلدان العالم.

لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استخف بهذه المعلومات، وسأل صحافيين كانوا يسألونه بشأن هذا الملف عن سبب اهتمامهم ب"سارقين صغار" على الإنترنت.

وفي روما أبلغت واشنطن وزير الخارجية فرنكو فراتيني أن بعض الوثائق تتعلق بايطاليا.

وأشارت الحكومة الايطالية في بيان إلى "انعكاسات سلبية محتملة بالنسبة لايطاليا".

وكندا، البلد الأخير حتى الساعة الذي علق على هذه المعلومات سعيا إلى الحد من الأضرار الممكنة، أشارت بعد ظهر الجمعة إلى أن سفارتها في واشنطن "تعالج هذه المسألة مع وزارة الخارجية".

وفي بغداد، أعرب السفير الأميركي لدى العراق جيمس جيفري الجمعة عن قلقه حيال عزم موقع ويكيليكس نشر مجموعة جديدة من الوثائق السرية، معتبرا ذلك أمرا سيئا للغاية ويشكل عقبة كبيرة للدبلوماسية في هذا البلد.

وقال جيفري للصحافيين في مبنى السفارة في بغداد إن "وثائق ويكيليكس تشكل عائقا كبيرا للغاية بالنسبة لعملي الذي يتطلب مناقشات تتميز بالثقة مع الناس. لا أفهم الدافع وراء هذه الوثائق كونها لا تساعد إنما هي ببساطة تلحق أضرارا بقدرتنا على أداء عملنا هنا".

وردا على سؤال حول رد فعل مسؤولين عراقيين أجاب "من الواضح أنهم غير مرتاحين. كل شخص يجري محادثات سرية تجد بالنهاية طريقها إلى الإعلام سيكون مستاء".

وأعلن الموقع المتخصص بكشف وثائق سرية، أنه سينشر الإثنين وثائق ستكون إكثر "بسبع مرات" من وثائق حرب العراق التي بلغ عدد المنشور منها حوالى 400 ألف وثيقة.

وكانت التسريبات الأولى التي نشرها موقع ويكيليكس حول أفغانستان في تموز/يوليو تتضمن القليل من المعلومات المهمة. أما تلك الصادرة عن العراق فركزت في غالبيتها على تجاوزات ارتكبت بين مكونات عراقية مختلفة.

وقد تشعر واشنطن بارتباك أكبر إثر نشر وثائق أعدها دبلوماسيوها وخصوصا إذا كانت تمس شركاء أجانب للولايات المتحدة.

وبحسب وزارة الخارجية الفنلندية، فإن السفارة الأميركية في هذا البلد تعتقد بأن نشر هذه الوثائق ستكون "الأخطر".

ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الجمعة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل التي تعتبر واشنطن من أهم حلفائها، تبلغت ان تسريب برقيات دبلوماسية أميركية متوقع خلال الأيام المقبلة قد يتناول تقارير سرية أرسلتها سفارة الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
واتصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بزعماء كل من المانيا والسعودية والامارات العربية المتحدة وبريطانيا وفرنسا وافغانستان لمناقشة هذه القضية.


وفي بريطانيا حثت الحكومة الصحف البريطانية بان "تاخذ في الاعتبار" تداعيات نشر اي من تلك الوثائق على الامن القومي. وقال مسؤولون بريطانيون ان بعض المعلومات قد تكون خاضعة لاتفاقيات طوعية بين الحكومة والاعلام بعدم نشر معلومات حساسة خاصة المتعلقة منها بالعمليات العسكرية واجهزة الاستخبارات.

No comments:

Post a Comment