التحليل الأسبوعي للأسواق المالية


07 يناير كانون ثاني 2013

سنلقي نظرة هنا على أهم الأحداث التي تخللت الأسبوع الماضي وكان لها تأثير على اتجاهات أسواق الخيارات الثنائية:
شهدت تداولات الأسبوع الماضي اثنين من الأحداث البارزة خرج كلاهما حصرا من الولايات المتحدة وكان تأثيرهما متناقضا نوعا ما سواء على كل من خيارات الأسهم والسلع والفوركس.
الاتفاق حول ما كان يعرف باسم الهاوية المالية تم التوصل إليه أخيرا وهو ما اثر بقوة على أداء العملة الخضراء مع تحسن شهية المخاطرة التي حفزها نجاح مشرعي الكونجرس في تجنيب الاقتصاد الأكبر في العالم سلسلة من الإجراءات التقشفية القاسية. الحدث الأخر كان في اجتماع لجنة السوق المفتوحة بالفيدرالي الأمريكي والذي جاء أثره معاكسا كما ذكر أنفا حيث أعطى دفعه قوية للدولار الأمريكي قبل ان يلحقه دعم أخر من تقرير الوظائف في ديسمبر كانون أول الماضي.
حتى الآن يبدوا التفاؤل مسيطرا إلى حد كبير على معنويات متداولي الخيارات الثنائية رغم قوة العملة الأمريكية وهو ما يمكن ملاحظة في إغلاق مؤشر S&P 500 عند النقطة 1466.47 وهو ما يمثل أعلى مستوى للإغلاق منذ 2007. الخيارات الثنائية على الين الياباني لا تزال الأسوأ أداء فيما العملات المرتبطة بالسلع تمكنت التفوق على أداء نظيرتها الأوربية على خلفية المكاسب القوية في أسواق الأسهم.
كما ذكر فان الين الياباني لا يزال الأضعف بين كافة العملات الرئيسية ويبدوا ان أسواق الخيارات الثنائية لا تزال تسعر الاتجاه التوسعي الذي من المفترض تزايد وتيرته خلال الشهور القادمة مع بدء رئيس الوزراء الجديد شينزوا أبى في ممارسة مهام عمله على رأس الحكومة اليابانية. خيارات الدولار الاسترالي\ الين الياباني كسرت أعلى المستوى النفسي 90 فيما تداول الدولار ين عند أفضل مستوياته في نحو عامين ونصف أعلى المستوى 88. سنرى مع بداية الأسبوع هل سيواصل الدولار الأمريكي رحلته الصعودية أم سندخل في مرحلة توطيد للمكاسب الراهنة قد تفتح احتمالات التصحيح الهبوطي بعد الارتفاعات الحادة في غضون اليومين الماضين, وفي كل الأحوال فقد نعتقد ان حدوث هذا السيناريو سيعطي الفرصة لكلا من الدولار الاسترالي والدولار الكندي في ان يكونا الأفضل أداء خصوصا بعد إكمال موجة التصحيح الفني الأخيرة والتي مكنتهم من تغطية فجوة الصعود التي بدئوا عليها تعاملات الأربعاء في أول أيام التداولات التي تلت الاتفاق حول الميزانية الأمريكية.
بحلول مساء أول أيام العام الجديد نجح الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة في تجنب الهاوية المالية بعد ان وافق مجلس النواب الأمريكي على ميزانية العام الجديد بموافقة 257 عضو مقابل اعتراض 167 عضو وبعد ان تمت الموافقة عليه في مجلس الشيوخ بأغلبية 89 - 8 . الاتفاق الجديد سمح بتجنب ما كان يعرف في أسواق الخيارات الثنائية بالهاوية المالية والتي كانت تتضمن سلسلة من إجراءات زيادة الضرائب وخفض الاتفاق العام تزيد قيمتهما عن 600 مليار دولار وكان من المتوقع ان تدفع بالاقتصاد الأمريكي إلى دائرة الركود مجددا فضلا عن خسران ملايين من الوظائف. الحلول الوسط التي توصل إليها الحزبين الديمقراطي والجمهوري بزعامة كلا من نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ يقضي برفع معدل الضرائب من 35% إلى %39.6 على الأمريكيين الذين تزيد دخولهم عن 400000$ للأفراد و 450000$ للعائلات وهو ما يقل بكثير عما كان يطالب به كلا الطرفين سابقا حيث كان الرئيس اوباما ينادي بان يقتصر التخفيض الضريبي على الأمريكيين الذين تقل دخولهم عن 250K و 300K فيما كان يطالب الجمهوريين برفع هذا الحد إلى مليون دولار سنويا. أيضا فان إعانات البطالة سيتم تمديدها لنحو مليوني شخص لمدة عام إضافي. المواضيع المتعلقة بسياسات الإنفاق العام والاستقطاعات اللازمة فيها تم تأجيل التفاوض بشأنها إلى وقت أخر.
بالإضافة إلى موضوع تقليص الإنفاق العام الوارد ذكره أعلاه فانه مع ما يسمى بسقف الدين العام سيكونان محور أحداث الأسابيع القادمة. كلا النقطتين من المفترض ان يتم التوصل إلى حلول وسط بشأنهما قبل نهاية فبراير شباط الماضي كما أنهما سيكونان مسرحا للمساومات السياسية حيث من غير المتوقع ان يتخلى الجمهوريون عن ورقتهم الأخيرة والمتعلقة برفع سقف الاقتراض الحكومي دون الحصول على تنازلات واضحة فيما يتعلق بخفض الإنفاق العام في الميزانية الجديدة. الإدارة الأمريكية وصلت بالفعل إلى الحد القانوني الذي لا يمكنها تجاوزه بعد ان بلغت الديون الفيدرالية 16.4تريليون دولار وهو ما تم الوصول إليه بالفعل بداية الأسبوع الماضي إلا ان تطبيق سلسلة من الإجراءات المحاسبية الاستثنائية نجح في منع الإعلان عن إفلاس الولايات المتحدة رسميا. الأحداث القادمة قد تزداد سخونة خصوصا مع ما بدا من تصريحات القادة الديمقراطيون والتي بدئت تطمع فيما هو ابعد الحصول على موافقة الكونجرس بزيادة سقف الاقتراض العام حيث خرجت تسريبات عن البيت الأبيض فهم من مضمونها بان الرئيس اوباما قد يتفاوض حول قانون يسمح له بزيادة هذا السقف دون الحاجة للحصول على موافقة النواب والذين لن يكون بإمكانهم إيقاف قرارات الرئيس إلا بإجراء تصويت لمعارضة القرار سيستلزم الحصول على موافقة ثلثي أعضاء البرلمان بغرفتيه. وزير الخزانة الأمريكي ذهب ابعد من هذا وطالب بإلغاء ما يسمى بسقف الدين العام بتاتا.
محضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية كان مع اتفاق الهاوية المالية ضمن ابرز أحداث الأسبوع الماضي, وذلك بعد ان ظهرت للمرة الأولى منذ فترة طويلة لهجة شبه تقيديه فيما يتعلق بسياسات التسهيل الكمي المطبقة حاليا. برغم ان اغلب أعضاء الفيدرالي الأمريكي لازالوا يرون ضرورة مواصلة تطبيق برامج شراء الأصول الحالية خلال العام الجاري إلا ان البعض منهم رأى ضرورة تقليص أو حتى إيقاف العمل بهذه البرامج قبل نهاية 2013 بعد أعربوا عن قلقهم بخصوص تأثير  السيولة المفرطة التي يتم ضخها منذ فترة طويلة  على الاستقرار المالي في المدى الطويل وأيضا على حجم الميزانية العمومية.أسواق الخيارات الثنائية شعرت على ما يبدوا بخيبة الأمل وهو ما ساهم في ظهور موجة بيوع حادة في أسواق السلع والأسهم منذ صدور التقرير وحتى نهاية تداولات الجمعة, الأمر الذي استفاد منه الدولار الأمريكي بكل وضوح.
البيانات الاقتصادية التي صدرت في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي كانت ايجابية في عمومها. تقرير التوظيف في القطاع غير الزراعي كان كعادته محط الاهتمام خصوصا بعد ان اظهر ارتفاع عدد الوظائف التي خلقها الاقتصاد في ديسمبر كانون أول الماضي إلى 155K ,بأفضل من التوقعات التي رجحته عند 145K فيما تمت مراجعة أرقام نوفمبر تشرين ثاني الماضي ايجابيا من 146K إلى 161K. معدل البطالة بقى دون تغير عند 7.8%. مؤشر ISM التصنيعي صعد بشكل طفيف عند50.7 خلال الشهر الماضي فيما سجلت قراءة ذات المؤشر في القطاع الخدمي ارتفاعا بأفضل من المتوقع عند 56.1.
إذا القينا نظرة فنية سريعة على مؤشر S&P 500 سنرى ان الصعود القوي من قيعان نهاية العام الماضي حول 1343.35. يظهر انتهاء موجة الهبوط من القمة السنوية 1474.51وذلك كمؤشر على استئناف ترند الصعود الأوسع مدى. الأهداف الصعودية التالية ستتواجد عند القمة المذكورة فيما الكسر أعلاها يفتح الطريق باتجاه الحاجز النفسي 1500 ولكن يجب الانتباه إلى وجود ديفجرانس سلبي على مؤشر الماكد في شارت الأسبوعي وهو ما يظهر مقاومة قوية على حدود الحاجز النفسي المذكور والذي يتزامن معه حاليا حاجز تصحيح 61.8% فايبو ناتشي لترند الصعود في المدى الطويل من 666 وذلك عند 1509.71.
 


No comments:

Post a Comment