حسن نصر الله يهدد اسرائيل...سنصل لمطارتكم

اكد ان حزب الله لم ينسى الثأر ولكنه سيختار الشخص والمكان والتتوقيت المناسبين


ف بمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال عماد مغنية ، خرج الأمين العام للحزب حسن نصر الله بتهديدات تعتبر الأقوى من نوعها ضد إسرائيل منذ حرب يوليو 2006 ، بل ووصفها البعض بأن توقيتها يؤكد صحة التقارير التي ظهرت في الفترة الأخيرة حول أن أي حرب جديدة في المنطقة ستكون شاملة .


وكان نصر الله أكد أمام الآلاف من مؤيدي حزب الله في الضاحية الجنوبية أن إسرائيل بعد هزيمتها في حربي تموز وغزة أصبحت في وضع استراتيجي هش وبأضعف حالاتها ، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي بات لا يتحمل أي انتكاسة جديدة .وأضاف " لا يمكن أن تذهب إسرائيل اليوم إلى حرب لا تضمن نتيجتها ، لبنان لم يكن أقوى كما هو عليه الآن بجيشه وشعبه ومقاومته ".

وتابع نصر الله قائلا :" إسرائيل مازالت في حاجة في وقت حتى تعالج إخفاقاتها في حربي تموز وغزة ، حزب الله مع الوقت يزداد قوة وبالمثل سوريا وإيران وحركات المقاومة الفلسطينية ، وفي ظل عدم استعدادها لشن الحرب فهي تلجأ إلى التهديد والتهويل لمنع المقاومة من أن تزداد قوة ".

ودلل على تصريحاته السابقة حول ضعف إسرائيل بأنها تحولت إلى رد الفعل ، قائلا :" إسرائيل الخائفة تقول إذا فعلتم لفعلنا ، هي تعيش الآن في ورطة ، إنها غير قادرة على فرض السلام وغير قادرة على شن الحرب ". بل وحذر نصر الله تل أبيب من أن أي حرب قادمة ستنتهي إلى نصر حاسم وقاطع وواضح ، قائلا :" إذا تم قصف الضاحية الجنوبية سيكون الرد بقصف تل أبيب وتدمير البنية التحتية فيها ، وإذا تم الاعتداء على مطار الشهيد رفيق الحريري في بيروت ، فإنه سيتم تدمير مطار بن جوريون في تل أبيب ، وإذا تم الاعتداء على مصافي النفط عندنا سنقوم بقصف مصافي النفط عندكم وإذا ضربتم مصانعنا سنضرب مصانعكم وإذا استهدفتم محطات الكهرباء عندنا سنستهدف محطات الكهرباء عندكم ، أنا في ذكرى عماد مغنية أعلن هذا التحدي وسأقبل هذا التحدي ، نحن قادرون على حماية لبنان ولسنا بحاجة لأحد في العالم لحمايتنا ، نحن لسنا هواة حرب وإنما نحن معنيون بحماية بلدنا والدفاع عنها " .

الثأر لمغنية


نصر الله ومغنية

وفيما يتعلق بالثأر لاغتيال مغنية ، أكد نصر الله أنه سيتم استهداف من هو في إسرائيل في وزن الشهيد مغنية .
وكان حزب الله اللبناني أحيا يوم الثلاثاء الموافق 16 فبراير الذكرى السنوية الثانية لاغتيال مغنية في احتفال كبير أقيم بالضاحية الجنوبية .

واستبق الحزب الذكرى الثانية بالتأكيد على أن الوعد الذي أطلقه بالرد على عملية اغتيال مغنية مازال قائما.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم :"نحن لا نحدد المكان والزمان وإنما نعتبر أن مسئوليتنا أن ننجز هذا الوعد بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب".

ونقلت جريدة "الانتقاد" اللبنانية عن الشيخ قاسم قوله أيضا :" الصهاينة يؤمنون بمصداقيتنا وقد لاحظنا أنهم دائماً يعيشون هذا الهاجس ويقومون بالاحتياطات المختلفة ويهددون ويتوعدون خشية أن يحصل الانتقام في وقت لا يريدونه وبنتائج لا يتحملونها".

وأضاف" إسرائيل تتمنى لو أن بإمكانها أن تخوض الحرب غدا لتنتهي من مشكلة اسمها حزب الله لأنهم يعتقدون أن الحزب عطل مشاريعهم الاستعمارية في المنطقة وأخرجهم أذلة من لبنان فأفقدهم قدرة الردع التي كانوا يتغنون بها".

ويبدو أن تصريحات مسئولي حزب الله السابقة حول الثأر لمغنية الذي اغتيل في 12 فبراير/شباط 2008 في دمشق لم تكن مجرد حرب نفسية ضد إسرائيل ، حيث يرى البعض أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بشن حرب جديدة في المنطقة بأنها تأتي في إطار رعب تل أبيب من انتقام حزب الله لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية ، ولعل هذا ما ظهر واضحا أيضا في تصريحات مسئول منطقة جنوب لبنان في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الذي أكد أن ازدياد التهديدات الإسرائيلية للبنان خلال الفترة الأخيرة سببها خشية إسرائيل من حلول الذكرى الثانية لاغتيال القائد العسكري البارز عماد مغنية الذي هدد حزب الله بالانتقام له.

وأضاف قاووق " التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد لبنان تعكس ارتفاع مستوى الهلع والرعب الذي يجتاح الإسرائيليين مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال عماد مغنية".

المعارك داخل إسرائيل

وبجانب الرعب من الثأر لاغتيال مغنية ، فإن هناك أمور أخرى تشكك في جدية التهديدات الإسرائيلية بشن حرب جديدة من أبرزها إعلان واشنطن في مطلع فبراير عن تعيين روبرت فورد ليكون أول سفير أمريكي في دمشق منذ سحب سلفه في عام 2005 وهو الأمر الذي يؤكد أن العلاقات بين أمريكا وسوريا تحولت من العداء إلى التعاون .

وفي حال كهذا ، فإنه يستبعد أن تشن إسرائيل حربا على دمشق ، خاصة وأن صحيفة "التايمز" البريطانية كشفت في 3 فبراير أن أمام فورد ملفات هامة أهمها إبعاد نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن التحالف الطويل الأمد مع إيران وعن دعم دمشق لحزب الله وحماس ، موضحة أنه سيعمل أيضا على الضغط باتجاه التوصل إلى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل.

بل إن المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى سوريا فيليب ماريني أعلن في 3 فبراير أيضا أن فرنسا لاحظت رغبة إيجابية من قبل الإدارة الأمريكية نحو دمشق ، واصفا علاقات بلاده بسوريا بالحميمة .

وبجانب الأمور السابقة التي تؤكد خروج دمشق من العزلة الدولية التي طالما استغلتها إسرائيل في السابق لابتزازها وممارسة الضغوط عليها ، فإن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم في 3 فبراير التي حذر خلالها إسرائيل من أن أي حرب ضد سوريا ستتحول إلى "حرب شاملة" لن تسلم منها المدن الإسرائيلية لم تكن فيما يبدو تنبع من فراغ .

فقد أشار الكاتب البريطاني روبرت فيسك مؤخرا إلى أن حزب الله سينقل الحرب القادمة إلى شمالي إسرائيل عبر نشر عشرات من مقاتليه هناك ، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحيد سلاح الجو الإسرائيلي ، هذا بالإضافة إلى أن ترسانة حزب الله العسكرية تطورت أضعاف ما كانت عليه في حرب تموز ، حيث تقدر ترسانة صواريخه حاليا بـ 40 ألفا ، مقابل 14000 في 2006.

والأمر المثير للانتباه في هذا الصدد أن حزب الله لم يركز على الجانب الكمي ، بل عمل أيضا بناء على دروس حرب تموز على زيادة المدى لإدخال الجزء الأساسي من العمق الإسرائيلي ضمن التهديد الصاروخي. ويبدو أن الحزب حصل على منظومات لم تكن في حوزته سابقاً إذ اعترف وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك مؤخرا بأن معظم سكان إسرائيل يقعون تحت التغطية الصاروخية لحزب الله ومن غير المستبعد أن يكون الحزب قد حصل على طرازات متطورة من صواريخ "زلزال" و"فاتح 110 " الذي يبلغ مداه 250 إلى 300 كيلومتر ويحمل رأساً تفجيرياً زنته نحو نصف طن .

وإضافة إلى الصواريخ السابقة ، فقد كشفت تقارير صحفية أيضا أن حزب الله عمل على زيادة احتياطه من الصواريخ المضادة للدروع مع التشديد على صاروخ "كورنيت" الذي حصل عليه من سوريا والقادر على إصابة الهدف من على بعد 5.5 كيلومترات وكان الوسيلة الأكثر فاعلية لصد العملية البرية للجيش الإسرائيلي وتشويش إجراءاته في المعارك البرية في حرب تموز.

حرب شاملة


صواريخ حزب الله خلال حرب تموز

وتبقى بعد ذلك عدة أمور من أبرزها أن إسرائيل قد تكون اتخذت قرارا بشن حرب جديدة في المنطقة ، إلا أنها غير قادرة على ضمان نتائجها وتفاعلاتها ، لأن الحرب هذه المرة قد تكون في أكثر من جبهة مثلما جاء في تهديد وليد المعلم ، بل وقد تكون داخل إسرائيل نفسها وفقا للتسريبات الصادرة عن حزب الله وتهديدات نصر الله في 16 فبراير.

أيضا ، فإنه رغم كل الاستعدادات الإسرائيلية للقيام بعملية عسكرية كبرى سواء ضد لبنان أو سوريا أو حزب الله أو ضد حماس وغزة أو ضد إيران ، فإن تنفيذ تلك الحرب ليس سهلا ، حيث أن القرار مرتبط بموافقة أمريكية وإسرائيل لا يمكنها أن تشن أية حرب بدون ضوء أخضر من واشنطن ، والأمريكيون يدركون جيدا أن أية حرب على إيران أو على حزب الله ستكون نتائجها وخيمة وأنه يمكن تحديد متى تبدأ الحرب لكن لا أحد يستطيع أن يحدد نتائج تلك الحرب وأن يضمن انتهائها لمصلحة إسرائيل وأمريكا .

هذا بالإضافة إلى أن تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران قد يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة والأمريكيون غير قادرين اليوم على تحمل نتائج تلك الحرب اقتصادياً وعسكرياً في ظل تصاعد المعارك في أفغانستان واليمن وعدم استقرار الوضع في العراق.

ورغم أن إسرائيل ترى في غزة الحلقة الأضعف في "جبهة الممانعة " وقد تكون هدف الحرب القادمة ، إلا أن تحليلات كثيرة أكدت أن وضع حماس اليوم أيضا أصبح أقوى مما كان عليه خلال الحرب على غزة في ديسمبر / كانون الأول 2008 وأن أي هجوم إسرائيلي سيشن على القطاع سيكون له تداعيات عسكرية وسياسية ليست لمصلحة الأمريكيين والإسرائيليين.

والخلاصة أنه من السهل على إسرائيل اتخاذ قرار بشن حرب جديدة في المنطقة ، إلا أنها على الأرجح لن تكون قادرة على التعامل مع نتائجها أو إحداث تغيير جذري في الأوضاع القائمة والتي تعتبرها تهديدا لها .

No comments:

Post a Comment