أجرى بنيامين نتنياهو اليوم اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، لشكره على مشاركة الدفاع المدني الفلسطيني في إخماد الحرائق التي اندلعت في مدينة حيفا شمال إسرائيل.
وجاء في بيان رسمي صدر عن الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس عباس تلقى اتصالاً هاتفياً من نتنياهو، "عبر فيه الأخير عن امتنانه لمساعدة رجال الإطفاء الفلسطينيين في إخماد الحرائق المشتعلة في جبال الكرمل".
وتابع البيان أن الرئيس الفلسطيني "أكد خلال الاتصال أنه في مثل هذه الظروف لن يتوانى الشعب الفلسطيني عن تقديم مساعدات إنسانية". وأجاب نتنياهو قائلاً إنه "يجب أن يساعد الجيران بعضهم بعضاً دائماً".
وأشار نتنياهو أيضاً إلى أنه سيضع أسطولاً من طائرات مكافحة الحرائق يخطط لإنشائه "تحت تصرف" جيران إسرائيل العرب.
ويعتبر هذا الاتصال الأول بين عباس ونتنياهو منذ توقف المفاوضات المباشرة بين الجانبين بسبب استئناف الحكومة الإسرائيلية للبناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وكان الرئيس محمود عباس قد أعرب الجمعة، في برقية وجهها إلى الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، عن تضامنه وأسفه للخسائر البشرية والمادية التي نتجت عن الحريق في غابات جبل الكرمل في حيفا.
وعبر عباس عن استعداد السلطة الوطنية الفلسطينية لوضع إمكانياتها للمساهمة في أي مساعدة مطلوبة، ونقل تعازيه لأسر الضحايا.
يذكر أن ثلاث وحدات من الدفاع المدني الفلسطيني أرسلت للمساعدة في إخماد الحرائق التي اندلعت الخميس الماضي، وأتت على مساحات واسعة من الأحراش في جبل الكرمل شمال حيفا.
وقال مدير عام الدفاع المدني الفلسطيني العميد أحمد رزق في بيان يوم الجمعة "مبدأ التنسيق في مجال مكافحة الحرائق وعمليات الإنقاذ في مختلف الحوادث والكوارث هو أمر مقر على المستوى السياسي، كما أنه يتوافق مع الأعراف الدولية ومبادئ الدفاع المدني الفلسطيني، الذي يعتبر أن إنقاذ حياة الناس بغض النظر عن انتمائهم السياسي هو أمر واجب وملزم".
من جانب اخر ما زالت رقعة الحرائق التي نشبت في حيفا آخذة بالتوسع بسرعة كبيرة جداً، خاصة مع هبوب رياح شرقية جافة وحارّة، مما يصعب على طواقم الإطفاء مهمة إخمادها والسيطرة عليها.
وكانت الطواقم الإسرائيلية قد أخلت 3 آلاف من سكان منطقة "دينيا"، والتي تعتبر أرقى وأغنى مناطق حيفا، كما قامت صباح الجمعة 3–12–2010 بإخلاء نحو 15 ألف من سكان مدينة طيرة الكرمل الملاصقة لحيفا.
وذكر مسؤولون في مصلحة الإطفاء أن الحرائق قد تمتد لأيام بعد فقدان السيطرة عليها.
ويشار إلى أن عدد القتلى ارتفع إلى 41 قتيلاً، وأن شخصين في حالة خطيرة جداً مازالا يرقدان في قسم العناية المكثفة في مستشفى "رمبام" في حيفا، بينهما قائدة شرطة حيفا أهوفا تومر.
وبعد أن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طلب مساعدة اليونان، قبرص، إيطاليا وروسيا، قام الجمعة بالاستنجاد بالولايات المتحدة الأمريكية طالباً من رئيسها مد يد المساعدة من خلال إرسال طائرات إطفاء.
الطائرات القبرصية تستفز الإسرائيليين
وكانت أربع طائرات قبرصية قد باشرت صباح الجمعة عمليات الإطفاء، والتحقت بها فيما بعد طائرات يونانية، فيما علم أن تركيا أيضاً قامت بإرسال طواقم إطفاء للمساهمة في السيطرة على الحرائق.
وكشفت حرائق حيفا عدم امتلاك إسرائيل لطائرات إطفاء قادرة على مواجهة حرائق كبيرة.
وبعد مباشرة الطائرات القبرصية عملها، تساءل أحد المذيعين في القناة العاشرة على الهواء مباشرة، كيف يمكن لقبرص الصغيرة بل الصغيرة جداً أن تملك ثلاث أو أربع طائرات إطفاء بهذا الحجم، في حين أن إسرائيل لا تملك مثلها؟
وأثارت الطائرات القبرصية إعجاب الإسرائيليين، في حين كانت تبدو المروحيات الإسرائيلية صغيرة وعاجزة مقارنة بها.
استياء من قدرة سلاح الجو
وتساءل العديد من المحللين ومقدمي البرامج الإسرائيليين، ماذا كانت إسرائيل ستفعل لو كان الحديث عن وضع حرب وليس عن كارثة طبيعية؟
وأثار مراسل القناة الثانية دان شيلون أثناء نقله للأحداث تساؤلات أثارت شكوكاً حول مدى استعداد سلاح الجو الإسرائيلي للتعامل مع الأزمات والكوارث.
وتساءل شيلون على الهواء: أين سلاح الجو الإسرائيلي الذي كنا دائماً نظن أنه جاهز؟، في إشارة منه إلى الفخر الإسرائيلي المستمر بسلاح الجو وقدراته وإمكاناته، إلا أن حرائق حيفا قهرت وفنّدت هذه القدرات وفضحت خللاً كبيراً في سلاح الجو.
40 عاماً لإعادة حيفا لطبيعتها
من جانب آخر، قال مختص في مجال الأحراش والطبيعة في إسرائيل، بأن الضرر الذي تسببت به هذه الحرائق وما زالت كبير جداً، وأن إعادة جبال الكرمل والمناطق المحترقة إلى طبيعتها سيتطلب من 20 إلى 40 عاماً، هذا عدا عن الحيوانات والزواحف ومختلف الكائنات الحية التي قضت الحرائق على أعداد كبيرة منها.
مقاطع الفيديو
مصر والاردن تساعدان اسرائيل على اطفاء الحرائق
No comments:
Post a Comment