طالب المستشار مصطفى سليمان المحامى العام الأول لنيابات استئناف القاهرة، بتطبيق أقصى العقوبة على كل من هشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى بإعدامهما شنقاً بتهمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم.
جاء ذلك خلال المرافعة التى استمرت ساعتين ونصف بمحكمة القاهرة الجديدة فى التجمع الخامس، وجاء بها أن المجنى عليها سوزان عبد الستار تميم فنانة لبنانية شابة شاء حظها العاثر أن تتعرف على المتهم هشام طلعت مصطفى لمساعدتها فى حل بعض أزماتها ولم تكن تدرى أن شراً مستطيراً ينتظرها من جهته وأن نهايتها ستكون على يد قاتل استأجره.
وأضاف أن أوراق القضية ذخرت بالأدلة الدامغة والأسانيد القاطعة والبراهين الساطعة سطوح الشمس لكل ذى عينين على ارتكاب المتهمين لجريمة قتل المجنى عليها عمداً مع سبق الإصرار وعلى ارتكاب محسن السكرى، فضلاً عن ذلك، لجريمتى إحراز سلاح نارى مششخن "مسدس" وذخيرة بدون ترخيص وهذه الأدلة جاءت متعددة متنوعة ومتساندة يؤازر بعضها بعضاً انسابت إلينا من خلال التحقيق الابتدائى والتحقيق الذى أجرته المحكمة انسياب النهر المتدفق، حيث تنقسم إلى أدلة قولية تتمثل فى 39 شاهداً بالقضية، إضافة إلى إقرارات واعترافات المتهم الأول بالتحقيقات و"مادية" تتمثل فى عدد كبير لمستندات ومعاينات ومضبوطات وصور وتسجيلات صوتية ومرئية، أما الجانب الأخير من الأدلة، فهى عبارة عن الأدلة الفنية المتمثلة فى تقارير تشريح البصمات والمضاهاة والمعمل الجنائى والطب الشرعى وفحص أجهزة تليفونات وكمبيوتر.
المفاجأة الكبرى فى مرافعة اليوم كانت فى التهديد الذى وجهه المستشار مصطفى سليمان المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة بإقامة دعوى شهادة زور ضد والد سوزان تميم، وذلك لأنه أدلى بأقوال فى تحقيقات النيابة متناقضة مع شهادة التنازل التى تقدم بها إلى هيئة المحكمة، حيث قال والد سوزان فى التحقيقات أن ابنته أخبرته بأن هشام طلعت كان يريد خطبتها وأنه التقى معه بفندق الفورسيزونز، إلا أنها رفضت لوجود خلافات لديها مع من يدعى عادل معتوق، ولأن المتهم المذكور متزوج ولديه أبناء، وأنها طلبت منه تطليق زوجته الأولى إذا ما أراد أن يتزوجها ونشبت بينهما خلافات كثيرة حول، ذلك الأمر ثم غادرت إلى لندن وأن المتهم المذكور طلب منه التوسط لإعادتها، إلا أنها قطعت علاقتها، مضيفاً أن والد سوزان أكد فى أقواله أن كل المعلومات التى أدلى بها تلقاها مباشرة من ابنته سوزان، فى حين أنه ذكر فى تنازله أن تلقى المعلومات من وسائل الإعلام وهو الأمر الذى يحمل تناقضاً كبيراً.
واستكمل المستشار مصطفى خاطر الجزء الثانى من المرافعة والمتمثل فى أقوال الشهود البالغ عددهم 39 من داخل وخارج مصر ولم تربطهم أى علاقة ببعض غير أنهم اتفقوا جميعاً على أن السكرى هو منفذ الجريمة.
وأضاف خاطر، أن شهادة المقدم سمير سعد محمد صالح الضابط بإنتربول القاهرة بالتحقيقات جاء بها أنه بتاريخ 5/8/2008 ورد كتاب إنتربول أبو ظبى لضبط المتهم محسن السكرى لاتهامه فى قضية مقتل الفنانة سوزان تميم بدبى يوم 28/7/2008 وبتتع تحركات المتهم تبين أنه كان غادر البلاد إلى دبى بتاريخ 23/7/2008 وعاد منها بتاريخ 28/7/2008 وبإجراء التحريات توصلت إلى محال إقامته وتمكن من ضبطه صباح يوم 6/8/2008 حال تواجده بعائمة فى شارع النيل دائرة قصر النيل وعرضه على النيابة.
ثم اصطحب المتهم بناءً على تكليف من النيابة إلى مسكنه الكائن بمدينة الشيخ زايد، حيث فتح المتهم باب الشقة واستخرج من فرن البوتاجاز الموجود بالمطبخ حقيبة جلدية تبين أن بداخلها مبلغ 1.540.000 دولار، وقرر المتهم أنه أعطى شقيقه أشرف 110 آلاف دولار، وأعطى شريكه فى العمل محمد سمير 40 ألف دولار، كما أنفق خمسة آلاف دولار لشراء تذاكر سفر للبرازيل واستخراج تأشيرة السفر فى 3/8/2008 وكان محدداً لسفره يوم 19/8/2008، كما قدم له المتهم مبلغ خمسة آلاف دولار كانت بحوزته من أصل ذات المبلغ وثلاثة هواتف محمولة ثم اصطحب المتهم لبنك HSBC فرع العروبة وسحب 300 ألف دولار السابق إيداعهم بمعرفته.
وبتاريخ 8/8/2008 وبناءً على إذن من النيابة، قام بتفتيش الشاليه الذى كان يقيم فيه المتهم بمنتجع سقارة، فعثر على ملابس للمتهم منها شورت أبيض طويل قرر المتهم أنه كان من بين ملابسه التى كانت معه بدبى وحقيبة كمبيوتر محمول، تبين أن بداخلها كمبيوتر ماركة دل وبعض المستندات، منها تذاكر سفر باسم المتهم من القاهرة إلى فرانكفورت ثم البرازيل بتاريخ 19/8/2008 والعودة إلى فرانكفورت بتاريخ 2/9/2008 وقد تمت إجراءات الحجز بتاريخ 3/8/2008 وطلب الحصول على تأشيرة سفر للبرازيل وصورة إيصال إيداع مبلغ 300 ألف دولار ببنك HSBC فرع شرم الشيخ بتاريخ 2/8/2008 وصورة تحويل مبلغ 215 ألف جنيه من حساب المتهم إلى حساب شركة "رد سى" فى 3/8/2008، كما عثر بداخل الحقيبة على مسدس ماركة Z وخزينة بها 6 طلقات وخزينة أخرى احتياطية وظرفين فارغين و23 طلقة عيار 6.35 مم وبمواجهة المتهم اعترف وأقر بملكيته وحيازته للمضبوطات.
وأضاف خاطر فى المرافعة، أن الشاهد أكد فى الجولة الأولى من المحاكمة بأن المتهم الأول محسن السكرى أقر له عقب ضبطه بقتل المجنى عليها بتحريض ومساعدة من المتهم الثانى هشام طلعت، وذلك أن المتهم الثانى كان يريد الانتقام من المجنى عليها فحرضه على قتلها وأمده بالأموال اللازمة وسهل له الحصول على تأشيرة سفر سلمه صورة من عقد الشقة التى تقيم فيها، وأنه بتاريخ 24/7/2008 سافر إلى دبى وتوجه إلى المنطقة التى تقيم فيها المجنى عليها وقام باستطلاعها ودراسة مداخلها ومخارجها ثم اشترى سكينا وتوجه إليها صباح يوم 28/7/2008 منتوياً تنفيذ جريمته وطرق بابها وبيده خطاب ومظروف نسبهما زوراً إلى شركة بوند العقارية حتى يستطيع لقاء المجنى عليها.
وطرق بابها وما أن فتحت له حتى عاجلها بالضرب والطعنات ثم أجهز عليها بذبحها، ولما وجد ملابسه تلوثت بالدماء استبدل التيشرت الذى كان يرتديه بآخر من ملابسها ثم خلع بنطاله الذى كان يرتدى أسفله شورت أبيض طويل وتخلص من الملابس الملوثة بالدماء بإخفائها فى صندوق مهمات الحريق بالطابق 21 ثم هبط إلى الدور الأرضى وخرج مسرعاً من المبنى وتخلص من السكين على شاطئ البحر، وتوجه إلى فندق الواحة الذى كان يقيم فيه، فحزم حقائبه وعاد إلى القاهرة وتقابل مع المتهم الثانى وحصل منه على 2 مليون دولار ثمناً لتنفيذ جريمته.
وتعجب خاطر من تشكيك الدفاع فى تلك الشهادة، خاصة أن المقدم سمير سعد لم يدلِ بها بالتحقيقات وإنما أدلى بها فقط فى النيابة، وأضاف أن جميع المتابعين للقضية منذ بدايتها كانوا على ريب وشك من تورط هشام طلعت فى القضية لاسمه الكبير فى مجال العقارات، مضيفاً أن الشاهد قد يكون لديه بعض القلق والشكوك التى أصابت الجميع وجعلته لا يدلى بها فى البداية غير أن حضوره أمام المحكمة وإدلائها بالشهادة هو أكبر وسام على صدره.
No comments:
Post a Comment