غيابه عن مشهد استقباله فى مطار القاهرة أثار العديد من علامات الاستفهام والأسئلة الباحثة عن عشرات الإجابات، ومنها: هل الدكتور أيمن نور زعيم حزب «الغد» والطامع فى مقعد رئاسة مصر لا يقبل بعودة الدكتور محمد البرادعى رئيس هيئة الطاقة الذرية السابق للقاهرة خشية مزاحمته على مسرح التنافس وصولا للمقعد الحلم فى 2011؟ خاصة أن الدكتور البرادعى عائد وسط آمال وطموحات من القوى والحركات السياسية واعتباره المسيح الذى جاء ليحيى الموتى ويعالج المصريين من آلامهم ومتاعبهم، وهل دبت الغيرة فى شرايين وأوردة الدكتور أيمن نور من حرارة الاستقبال وانتقال الأضواء إلى البرادعى، وانحسارها عنه؟
ووسط زخم هذه الأسئلة كان من الضرورى الذهاب إلى الدكتور أيمن نور للإجابة عنها، ووضع النقاط فوق الحروف:
لماذا غبت عن مشهد استقبال الدكتور محمد البرادعى بمطار القاهرة يوم الجمعة الماضى؟
- لأننى كنت منشغلا بحدث هام وهو إطلاق حملة طرق الأبواب فى بورسعيد لتوسيع دائرة تواصل الحزب مع الجماهير فى المحافظات، وهو تقليد مستحدت لدينا فى حزب الغد، ونموذج نحاول توصيلة للأحزاب الأخرى.
لكن البعض ربط بين عدم حضورك للمطار لاستقباله وبين غيظك من وصوله؟
- لأ، خالص.. وهاغضب ليه من وصول البرادعى؟ لكن أنا لى رؤية فى البرادعى.. وهى أننا نرحب به كلاعب فاعل وأساسى فى الفترة القادمة، وليس كمدرب ملاكمة يرتدى البدلة والكرافتة الشيك ويجلس واضعا رجلا على رجل خارج الحلبة مكتفيا بمنح التعليمات، فى الوقت الذى يتلقى فيه اللاعب كل اللكمات والضربات، وهو الذى يحدد النتيجة وليس المدرب.
وما هو الفارق بينك وبين البرادعى؟
- أنا لاعب وهو مدرب، وأنا لاعب منذ 30 سنة فى الملعب السياسى منذ كنت فى الثانوية العامة ووصولاً إلى البرلمان لمدة 10 سنوات، ثم خضت انتخابات رئاسة الجمهورية الماضية، هذه الخبرة تؤهلنى لخوض انتخابات الرئاسة القادمة، كما أننى كلاعب اكتسبت خبرة تحويل الضربات إلى تحت وفوق الحزام.
هل معنى ذلك أنك لا تقتنع بالبرادعى مرشحا لرئاسة الجمهورية؟
- بداية كان طرح الدكتور محمد البرادعى عبر الفيس بوك، من خلال مجموعة من الشباب كونوا جروبا وطرحوا البرادعى وزويل لخوض انتخابات الرئاسة القادمة، وليس من خلال أجندة واضحة المعالم، وأرى أن هذا الطرح جاء نتيجة يأس الشباب من عدم التغيير، وأن أبواب الأمل فى التغيير مغلقة، وفى ظل حرمان أيمن نور من جميع حقوقه السياسية، ومحاولة إلصاق الاتهامات الواهية به لتشويه صورته، بجانب أن الإخوان لن يخوضوا الانتخابات، وهناك ترهل فى باقى الأحزاب، ومن ثم لم يجد هؤلاء الشباب الأمل إلا فى شخص البرادعى وزويل، من باب الفضفضة فقط.
البرادعى فى حواره مع عمرو أديب فى برنامج «القاهرة اليوم» على قناة الأوربت قال: أنا لا أعرف أيمن نور ولم أسمع عن سجنه؟
- وأنا كمان ماعرفش الدكتور محمد البرادعى، ولا أعرف لماذا ترك مصر طوال هذه السنين، ولماذا عاد فجأة.
إذا قرر البرادعى خوض انتخابات الرئاسة القادمة فهل ستسلم الراية له وتترك الساحة؟
- لن أسلم الراية للدكتور البرادعى وسأشارك فى الانتخابات الرئاسية القادمة، والبرادعى لن يستطيع خوض الانتخابات إلا بعد تعديل المادة 76 من الدستور، وأرى أن البرادعى يمكن له أن يلعب دورا أهم من ترشيح نفسه على مقعد الرئاسة، وهو أن يكرس جهوده لتغيير الدستور من خلال لجنة وطنية وشعبية يكون على رأسها هو، أو أن يكون رئيسا للوزراء فى فترة انتقالية من الآن وحتى موعد انتخابات الرئاسة العام القادم ويتبنى مشروع التغيير بما لديه من رغبة فى الإصلاح.
ما هى نسبة قناعتك بترشيح البرادعى لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة؟
- فى الانتخابات الأمريكية كان يطرح سؤال وجيه على المرشحين وهو: من منكم يستطيع أن يرد على التليفون فى السادسة صباحاً، إذا كان التليفون متعلقا بمصالح المؤسسات الأمريكية؟ وبدورى أسأل الدكتور البرادعى: هل سترد على تليفون أحد أنصارك فى حالة إلقاء القبض عليه فجرا؟ أرى أن البرادعى يفتقر للتواصل الجماهيرى، ويعتمد على القوى السياسية فقط، وهذا خطأ، وأنصحه بألا يعتمد على الصفوة فقط ويهتم بالقاعدة العريضة من الشعب، لأنها أكثر مصداقية فى التعبير عن الواقع، كما أن قضية النخب لن تحقق له شيئا فى ظل أن هذه النخب تعمل لمصلحتها الخاصة من خلال عقد صفقات مع النظام، كما أن هذه النخب تبحث عن دور، وليس لديها ما تقدمه فى معركة التغيير، ودعنا نترك له الفرصة ليتواصل مع الناس، ولنر.
معنى ذلك أنك ترى أن البرادعى يترفع عن التعامل مع الجماهير ويكتفى بخطب ود النخبة فقط؟
- مش بالضبط.. مع الاعتراف بأن الدكتور محمد البرادعى من الشخصيات المصرية المعروفة دولياً ولابد أن يكون حريصاً على الحديث بلغة تصل إلى قلوب الناس بسهولة ومناقشة قضاياهم والرد على استفساراتهم بإجابات حاسمة وقاطعة، وليس بإجابات دبلوماسية لا تعلق بأذهان العامة.
بعض الكتاب مثل عادل حمودة قالوا إن البرادعى سيكون فى بؤرة الأحداث دون غيره فى المرحلة القادمة؟
- احترامى للزميل عادل حمودة.. لكن ما هى أسانيده فى طرح مثل هذه الرؤية؟ وأرى أن الحكم لا يمكن أن يكون صادقا إلا بعد مرور 3 شهور من تاريخ وصول البرادعى.. بعدها نحكم.
ومعظم القوى والحركات السياسية ترى فى البرادعى «المسيح» الذى سيحيى الموتى فى مصر، وينثر العدالة.. فما رأيك؟
- دعنا نرى.. مع الاعتراف أن هناك خواء سياسيا فى مصر بفعل فاعل، ونحتاج لمشاركين ولاعبين فاعلين وليس مدربين أو بدلاء.
هل تراهن على تراجع شعبية البرادعى خلال الشهور الثلاثة القادمة؟
- لا يستطيع أى إنسان أن يتوقع ذلك، لكن هناك آليات معروفة، ومنها آلة تعمل على دهس كل من يعارض النظام، وأرى أن البرادعى محصن من هذه الآلة، والخوف فقط من التعرض لأنصاره، وأن البرادعى لن يتدخل لدى السلطات لإطلاق صراح أحد أنصاره فى حالة إلقاء القبض عليه، لأن هناك سدا منيعا سيقف حائلا بين البرادعى وأنصاره، وفى ظل هذا التباعد، فإنه ربما يؤدى إلى تراجع البرادعى شعبيا فى الوقت الذى سيعتمد فيه على مساندة النخبة، وأن الرهان على النخبة فى مصر رهان فاشل.
تردد بقوة أن المستقبلين من معظم شباب الحركات السياسية مصدومون من طريقة مقابلة البرادعى لهم؟
- أنا سمعت هذا الكلام.. لكن البرادعى معذور فهو رجل يشعر أنه نجم معروف دوليا، بجانب أن عيشته فى الغربة رسخت لديه بعض العادات المكتسبة من الغرب، ومنها انطفاء حرارة الاستقبال وعدم الارتماء فى الأحضان، ومع ذلك فإن هؤلاء الشباب، مازالوا يأملون فى البرادعى بأن يحدث حراكا نحو تغيير الدستور.
غبت عن استقبال البرادعى فى المطار.. فهل ستغيب عن اجتماع القوى السياسية بالبرادعى فى فيلته مساء اليوم الثلاثاء؟
- الدكتور حسن نافعة اتصل بى تليفونيا وطلب منى الحضور، وأنا اشترطت لكى أحضر أن تكون المقابلة فى إطار التهانى بسلامة الوصول، وإذا تطرقوا لمشاريع الترشح للرئاسة فسأضطر للانصراف فورا.
لماذا تنصرف؟ وهل ترشيح البرادعى للرئاسة أمر يغضبك؟
- لا يغضبنى لكن لا يمكن أن نذهب بربطة المعلم إلى الرجل لنناقشه فى مسألة الترشيح من عدمه، لأن لا الظرف ولا المكان مناسبين.
وإذا طلبت منك القوى السياسية التنازل وترك الساحة للبرادعى ستوافق؟
- أنا رجل حزبى، ولا أملك قرارى دون الرجوع للحزب الذى رشحنى، فلا يمكن أن أسلم الراية لأحد دون العودة إلى الحزب.
ما هو تقييمك لموقف النظام والحزب الوطنى من عودة البرادعى؟
- لاشك أن الحزب الوطنى أصيب بأرتكاريا البرادعى التى تحولت إلى حالة مرضية مزمنة للنظام، وأن معالجة النظام لقضية البرادعى هى الأسوأ على الإطلاق، ولو وضعوا أسوأ الاختيارات للتعامل مع البرادعى فلن يجدوا مثل هذا الاختيار السيئ فى التعامل معه، وقد يدفع به للنجومية على حسابهم.
No comments:
Post a Comment