الإسلام لا توجد به دولة دينية ولا مكان فيه لشعار الإسلام هو الحل

اكد الدكتور محمد فريد عبدالخالق احد مؤسسي جماعة الاخوان المسلمين فى مصر والحاصل على درجة الدكتوراة مؤخرا فى عمر الرابعة والتسعين ان التزوير في الانتخابات هو أقرب إلى الشرك لانه يبنى على قول الزور.


ورأى فى حوار أجراه معه الزميل مجدي أبو الليل فى جريدة "الراية" القطرية ان جماعة الاخوان المسلمين تحتاج إلى مراجعة بحيث تقدم مصالح الوطن على المصلحة الشخصية وان كل من يريد العمل بالسياسة عليه ان ينفصل عن الجماعة ويبحث عن حزب سياسي يعمل من خلاله دون خلط بين ما هو سياسي وما هو دعوي لأن الإسلام لا توجد به دولة دينية ولا مكان فيه لشعار الإسلام هو الحل ، وفيما يلى نص الحوار :




كيف ترى حالة التشرذم والفرقة التي يعيش فيها عالمنا العربي الان خاصة أن لك كتابات في هذا الشأن؟

سبب الفرقة يعود بالأساس إلى وجود مسافة بين الشعوب وأنظمة الحكم وحان الوقت لكي تلغى هذه المسافة التي جعلت الشعوب العربية في واد والأنظمة في واد آخر، فضلاً عن غياب التكافل بين الدول العربية الفقيرة والغنية، فكل مقومات الوحدة موجودة ومع ذلك نحن في حالة فرقة ومع وجود تيارات فكرية مختلفة داخل الساحة السياسية العربية من علمانية وليبرالية وسياسية وإسلامية خلف ذلك حالة من "التوهان" وتوزعت الشعوب العربية بين تيارات مختلفة، وذلك كله يحتاج إلى صحوة من الشباب العربي الذي بدأ بالفعل يبحث عن هويته ويحاول تأكيدها.



لماذا كان لديك اصرار في الحصول على درجة الدكتوراه في سن 94 عاما أي انك اكبر انسان سناً على وجه الارض يحصل على هذه الدرجة العلمية في هذه السن ودخلت موسوعة جينيس ريكورد ؟

حصلت على الماجستير في عام 1959 وسافرت إلى الخارج وانقطعت طويلاً عن الدراسة الا ان المقربين اشاروا علي لاكمال الدكتوراه ووجدت ان ضمن حلول مشكلات العالم العربي غياب تفعيل الطاقات فرأيت قضية الحسبة التي قامت عليها الدراسة التي تجعل من المجتمع العربي كله مجتمعا حسبويا عليه واجب تغير المنكر ورفض الاستبداد على اعتبار ان التزوير في الانتخابات هو " قول زور " ويعادل الشرك بالله، ووجدت ان الحسبة سوف تقوم بتحريك دعوي وسياسي وديمقراطى وعندما توجد هناك أمة محتسبة يمكن لها ان تقف في وجه ظلم الحاكم وتعمل على تغييره، الحسبة هي مفتاح حل مشكلات المجتمع ودعاوى الحسبة تقوم على شرط المصلحة والصفة .



الواجب على الامة هو خلق حاكم صالح وليس اعادة الخلافة رغم انك تنادي بالخلافة ؟

الإسلام دين مضامين وهو قائم على التجديد والخلافة الإسلامية اما هي صيغة أو مضامين وافكار وتتحقق الخلافة إذا تحققت المضامين ونحن غير مطالبين بصيغة للخلافة ومن هنا اعتبر ان الاتحاد الاوروبي هو خير مثال لتطبيق الخلافة في الإسلام مع الفارق .



واين تحتسب الامة صاحب الجاه والسلطان واذا كان هو بيده كل مقاليد الامور ؟

في واقع الامر فإن بعض الحكام العرب يعطون الشعوب ظهورهم ويحاولون اعدام وحظر المعارضين وفق قوانين الطوارئ وجاءت الحسبة لتجند الشعب كله ان يمنع المنكر، فبدلاً من أن يدير الحاكم ظهره للشعب يحدث العكس ووقتها يضطر الحاكم إلى التعامل مع الشعوب لانه أصبح ليس لديه خيار.



عاصرت ثلاث حقب لثلاثة رؤساء هم جمال عبد الناصر وانور السادات والرئيس مبارك في ضوء شهادتك على هذه العصور كيف ترى الحقوق والحريات العامة في كل منهم؟

دون ان أخوض في الاشخاص اقول ان كل حاكم لا يتبع مبدأ الشورى يكون قد خالف أصول الإسلام وعلى الامة المحتسبة ان تمنعه من الاستبداد وتلزمه بالشورى والديمقراطية من خلال اختيار الحاكم وعزله ان لم يقم بخدمة مصالح المواطنين وما حدث في تعديل المادة 76 من الدستور هو منع أي انسان لديه صلاحية خوض انتخابات الرئاسة ان يرشح نفسه لان ذلك ينال من حقوق وحريات المواطنين.




هل يوجد هناك تعارض بين الحسبة والمواطنة ؟

على الاطلاق .. لان تقوى الله ليست حكرا على المسلمين ومن الممكن ان تجد قبطيا يعرف حدود ربه اكثر من المسلم، ولتطبيق الحسبة لابد من مؤسسات برلمانية قوية من خلال انتخابات جادة يضمنها القضاء.



وما هو رأيك في وجود دولة دينية أو التطلع من قبل البعض لتأسيس هذه الدولة ؟

من يسعون إلى ذلك لا يفهمون الدين لان الدين الإسلامى لا يعرف حكم الدين ولا مفهوم الدولة الدينية لا تشريعا ولا تاريخا بل وصفة خير امة لا ينطبق الان على الامة الإسلامية لان تفرقها وعجزها لم يجعلها كذلك، بل ان من يرفعون شعار الإسلام هو الحل هم مخطئون لديهم قصور في معرفة دينهم وفهمه لان الإسلام دين عام اجتماعي منفتح على الجميع، ترك تطبيق القواعد العامة للاجتهاد بحيث تختلف باختلاف الزمان والمكان.



هل توافق على تولي قبطي أو امرأة رئاسة الدولة وكثير من المناصب العامة ؟

ارى ان كل من تتوافر فيه الشروط والصلاحيات لا مانع عندي في ان يتولى الولاية العامة ولو كانت امرأة تتمتع بالنضج السياسي والقدرة على التعامل مع الواقع والارتقاء بالامة ونقلها نقلة عاقلة فما المانع وهو ما ينطبق كذلك على القبطي فالحكم مفتوح على مصراعيه لمن تتوافر فيه الشروط.



حتى هذه اللحظة هناك من ينادي في بلاد المسلمين بدفع الاقباط للجزية واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية ما هو رأيك ؟

من يقول ذلك هو مخطئ ويتكلم كلاما فارغا لان الامة الان لها ثقافة واحدة والمسيحيون معنا فيها وكان الرسول حينما فتح المدينة ووضع لها دستورا قال لاصحاب الاديان انتم امة معنا بمعنى اننا امة واحدة تعمل لصالح ما فيه خير البلاد وابعاد كل مافيه شر وأي حديث بشكل غير لائق عن المسيحيين في مصر امر يثير الفتنة لان الاقباط اهل دين والدين الإسلامي جاء على مبدأ المواطنة بحيث يكون كل من في الوطن اخوة متساوين في الحقوق والواجبات.



كلامك هذا يتعارض مع رفض الاخوان المسلمين لتولي المرأة والقبطي للرئاسة أو الولاية العامة ؟

انا مختلف عن فكر الاخوان ولن ادخل معهم في حرب ولا اصفي حساباتى معهم واطالبهم بالتركيز في الدعوة من خلال جمعية دعوية وترك السياسة للاحزاب.



هل ترى ان من الممكن ان يحكم الاخوان المسلمون مصر في يوم من الايام ؟

إذا جاءت لهم الفرصة ادعوهم لرفض ذلك معلنين تأسيس حكومة وحدة وطنية.

No comments: