في موقف يخلو من اللياقة وقد يتسبب في ازمة دبلوماسية
انتقد رئيس الجالية المصرية فى روما، المهندس عادل عامر، أحدث فضيحة فجرها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، حول علاقته بفتاة قاصر مغربية الأصل تدعى «روبي»، خاصة أنه تطرق في تصريحاته للرئيس حسني مبارك، مدعيا أن «روبي» تمت له بصلة قرابة.
واعتبر عامر أن التصريحات التي أدلى بها برلسكوني ونشرتها صحف «جورنال» و«لاريبوبليكا»، و«كوريرى ديللا سيرا» يومي الأربعاء والخميس الماضيين «خارجة عن اللياقة ولاتليق باسم دولة كبيرة مثل إيطاليا».
و توعد عامر بمقاضاة رئيس الوزراء الإيطالى بتهمة التشهير والزج باسم الرئيس مبارك في «مغامراته غير المسؤولة». وأضاف أنه سيتقدم خلال الأيام القادمة برسالة احتجاج شديدة اللهجة لدى رئيس الجمهورية الإيطالي جيورجو نابوليتانو على تصريحات برلسكوني، التي لم يأت بمثلها أحد قبله في سجلات السياسة الدولية، على حد قول عامر.
وقال رئيس الجالية المصرية فى روما: إنه إذا استدعى الأمر، سيقوم مع أبناء الجالية بوقفة احتجاجية أمام مبنى رئاسة الوزراء الإيطالي، مطالبا برلسكونى بتقديم اعتذار رسمى على الملأ للشعب المصري.
وفي الوقت نفسه، وجه رئيس تحرير مجلة «أفنيير»، الناطقة باسم الفاتيكان نقدا لاذعا لبيرلسكوني، قائلا «عليك الرحيل».
وبدأت القصة عندما ألقت السلطات الإيطالية القبض على راقصة مغربية تدعى روبي، واسمها الحقيقي كريمة بينما تشتهر باسم «سارقة القلوب»، بتهمة سرقة ٣ آلاف يورو ليلة 27 مايو الماضي.
وتسربت معلومات أنه أثناء توقيع وكيل نيابة القـُصر بمدينة مسينا أمرا بإيداع الفتاة إحدى دور رعاية الأحداث، تدخل برلسكوني وأجرى اتصالا هاتفيا بالشرطة لتحرير الفتاة، مدعيا أنها «قريبة الرئيس مبارك»، وهو ما تم على إثره إطلاق سراح الفتاة وتسليمها لأحد مساعدي برلسكوني.
وأكد وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني، الأحد 31 أكتوبر، على صفحات جريدة «لاريبوبليكا» الأوسع انتشارا هذه المعلومات. والمثير أنه بمواجهة برلسكوني، لم ينكر ما وقع بل اعترف بأنه أمضى إحدى الليالي مع هذه الفتاة، ورقص معها لكنه نفى أن يكون أقام معها علاقة جنسية.
من جانبها، أكدت روبي هذا الكلام لجريدة «لاريبوبليكا» قائلة إن برلسكوني لم يسع إلى أخذها للفراش، بل على العكس، أعطاها مظروفا به ٧ آلاف يورو دون مقابل حين التقاها في منزله قرب ميلان ليلة عيد الحب وذلك عند اكتشافه أنها ما زالت قاصرا.
واهتمت فيه وسائل الإعلام الإيطالية بالتصريحات وألقت الضوء على نزوة برلسكوني الأحدث، التي كان الجديد فيها هذه المرة الزج باسم رئيس عربي.
ونفت السفارة المصرية في روما وجود أي علاقة بين الرئيس حسني مبارك وهذه الفتاة المغربية.
ونقلت صحيفة «الأنباء» الكويتية عن بيان للسفارة المصرية قولها: «لا علم لنا حول أن رئيس الحكومة الإيطالية أوصى قاصرا اتهمت بالسرقة بالادعاء بأنها قريبة الرئيس المصري»، على حد قول الصحيفة.
وقالت وسائل إعلام إيطالية: «لابد أن تكون لهذه الفتاة القاصر روبي أهمية خاصة، حتى إنه ليلة القبض عليها متلبسة بسرقة 3 آلاف يورو واقتيادها إلى مركز الشرطة في ميلانو، تحركت رئاسة مجلس الوزراء نفسها لإطلاق سراحها».
من ناحية اخرى
حذر رئيس مجلس النواب الايطالي جيانفرانكو فيني الذي كان حليف سيلفيو برلسكوني حتى الآونة الأخيرة من ان على رئيس الوزراء ان يقدم استقالته إذا ثبتت عليه الاتهامات القائلة انه تدخل لدى الشرطة للافراج عن راقصة في السابعة عشرة ذات اصول مغربية. وقال فيني ان علاقة رئيس الوزراء البليونير بالمغربية كريمة كيك أضرت بسمعة ايطاليا.
وافادت تقارير ان برلسكوني ، 74 عاما ، اتصل شخصيا بمركز الشرطة في ميلانو في ايار/مايو الماضي وأمر ضباط الشرطة بالافراج عن كريمة كيك المعروفة بالاسم الفني روبي.
ويُعتقد ان عارضة الأزياء المبتدئة والراقصة الشرقية مهاجرة غير شرعية في ايطاليا. وأُلقي القبض عليها للاشتباه بسرقتها 3000 يورو ومصوغات من احدى معارفها. ومن المتوقع ان يواجه برلسكوني مزيدا من الاحراج يوم الخميس عندما تحتفل روبي بعيد ميلادها الثامن عشر في جنوا حيث كانت تعمل راقصة. وستزين كعكة عيد الميلاد بعبارة "بونغا بونغا" في اشارة الى حفلات الجنس التي حضرتها على ما يُفترض في فيللا برلسكوني قرب ميلانو.
قال رئيس مجلس النواب الذي قرر الانشقاق عن الحزب الحاكم وتأسيس حزب جديد ان القصة طافت العالم وأحرجت ايطاليا. وسيدان برلسكوني بتهمة استغلال المنصب إذا تأكدت اقوال ضباط في الشرطة بأنه كذب عليهم قائلا ان كريمة كيك حفيدة الرئيس المصري حسني مبارك وعليهم اطلاق سراحها وتسليمها لرعاية محسوبته عارضة الأزياء السابقة وفتاة الاستعراضات نيكول منيتي. واعترف برلسكوني بإجراء الاتصال.
إزاء مثل هذه البوادر التي تشير الى فضيحة جنسية جديدة بطلها رئيس الوزراء قال فيني ان هذه المزاعم إذا تأكدت صحتها تنم عن سلوك لاأخلاقي من جانب برلسكوني وسيكون الوقت قد حان لتنحيه.
وقالت ايما مارسيغاليا رئيسة اتحاد ارباب العمل الايطالي ان البلد أُصيب بالشلل لأن برلسكوني وحلفاءه يمضون وقتهم في التعامل مع فضائح واتهامات بالفساد. واضافت ان موجة جديدة من الفضائح تقوض مصداقية المؤسسات العامة والحكومة وان هناك شعورا قويا بانعدام الثقة واحساسا بالبلبلة والجزع. واعلن والتر فيلتروني الزعيم السابق للحزب الديمقراطي أكبر احزاب المعارضة ان على برلسكوني ان يستقيل لصالح تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وسيكون موقف رئيس مجلس النواب فيني حاسما في الاسابيع المقبلة لأنه يحظى بتأييد عدد من البرلمانيين يكفي لاسقاط حكومة برلسكوني. ولا تخفي احزاب المعارضة ضغوطها عليه لدفعه الى اتخاذ هذه الخطوة وتمهيد الطريق لانتخابات جديدة أو تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة جميع الأحزاب الرئيسية أو حكومة لاحزبية.
كل هذا ليس جديدا على رئيس الوزراء الايطالي. فقد حوصر في الزاوية من قبل وتمكن من الافلات. وفي العام الماضي فجرت تصرفاته فضيحة جنسية بعد الكشف عن علاقته بعاهرة محترفة وعارضة ملابس داخلية واستضافته حفلات ماجنة في قصره في روما.
اعترف برلسكوني بمساعدة كريمة كيك حين كانت لديها مشكلة ولكنه نفى تدخله في النظام القضائي. واعلن انه لا يعتزم ان يغير نمط حياة يرى مراقبون انه اثار عليه وعلى ايطاليا سخرية العالم.
مقاطع الفيديو
قضية بيرلسكوني والفتاة المغربية
سيلفيو بيرلسكوني وتحطيم اسنانه
No comments:
Post a Comment