سينما المقاولات ظاهرة انتشرت في فترة الركود السينمائي خلال الثمانينات والتسعينات، وشهدت تصوير عدد من أردأ أفلام السينما المصرية في تاريخها وأكثرها سذاجة وسطحية، والتي لم يكن يستغرق تصوير الفيلم منها سوى أسبوع واحد، ولا يتكلف سوى ميزانية محدودة للغاية، ليتم "سلقه" بسرعة، وبيعه لشركات الفيديو وتسويقه في مصر والدول العربية.
وقد عادت ظاهرة سينما المقاولات مرة أخرى لتلبية حاجات القنوات الفضائية المتزايدة لملء ساعات البث والارسال، خاصة في ظل ازدياد عدد القنوات المتخصصة في عرض الأفلام السينمائية، والتي يستمر ارسال معظمها أربعا وعشرين ساعة.
وشهدت الشهور القليلة الماضية الانتهاء من تصوير عدد من هذه الأفلام التى توجه أصحابها إلى القنوات الفضائية لتسويقها.
وأول أفلام الموجة الثانية لسينما المقاولات، فيلم (عين الطير) من بطولة مجدى كامل ولقاء سويدان وشمس ورزان مغربى من تأليف وإنتاج حسن إبراهيم وإخراج مسعد فودة وتصوير غنيم بهنس، الفيلم يناقش قضية تجارة المخدرات ويتناول طريقة سعودية للتهريب عن طريق بطون الخراف، الفيلم تم تصويره فى مزارع مصر إسكندرية الصحراوى والمنصورية وبنى سويف.
وقد خرج الفيلم من معامل التحميض منذ أسبوع وبمجرد ذلك سارع القائمون عليه إلى مكاتب الفضائيات لبيعه مقابل 1.45 مليون جنيه.أما الفيلم الثانى فهو (دقى يا مزيكا) من بطولة أحمد العيسوى وجيهان قمرى ونرمين ماهر وعمرو عبد العزيز، وأخرين ممن ليس لهم علاقة بالسينما، الفيلم من تأليف جمال ربيع وإخراج سعيد فضل وإنتاج هشام الجمل صاحب شركة (العميل) للإنتاج الفنى والذى طلب مليونا و250 ألف جنيه من شركة روتانا لشراء حق عرضه.
الفيلم الثالث هو (عرش الشيطان) بطولة عايدة رياض وسامح يسرى وجيهان قمرى ولطفى لبيب الذى حصل على 30 ألف جنيه نظير تصوير مشاهده فى ثلاثة أيام متتالية، أما الإنتاج فالشركة الفراعنة لأحمد سمير والإخراج لعبد الهادى طه، الفيلم طلب منتجه من قناة بانوراما دراما مبلغ مليون جنيه ومازالت المفاوضات مستمرة.
وتعليقا على عودة سينما المقاولات، أرجعت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله ذلك إلى الاحتياج المتزايد من القنوات الفضائية إلى شغل ساحتها أمام المشاهدين فلجأت للاستعانة بهذه النوعية من الأفلام بصرف النظر عن جودتها ومستواها الفنى.
وأكدت خير الله أن هذه الأفلام تسيء إلى سمعة السينما المصرية وتجعل من الآخرين رموزا رغم تواضعهم المتناهى وحداثة دخولهم فى هذه الصناعة وهى أيضا لا تنتظر حتى يتم إجازتها رقابيا فالرقابة لا يهمها إلا تحصيل الرسوم والمهم عندما أن يكون العمل بعيدا عن السياسة والدين واليهود وهذه كارثة.
أما الناقد الفنى رفيق الصبان فقال إن الخاسر الوحيد هو السينما المصرية وسمعتها التى نزلت إلى الحضيض مقارنة بالعديد من الدول التى تخطتنا فى هذه الصناعة، وللأسف فإن تلك النوعية من الأفلام ونظرا لعرضها على الفضائيات فهى تعطى عنا صورة سلبية أمام العالم.
No comments:
Post a Comment