يزور الرئيس المصري حسني مبارك واشنطن الاسبوع المقبل ويعقد محادثات مع الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي سعى لتغيير موقف الولايات المتحدة في الشرق الاوسط من خلال كلمة وجهها للعالم الاسلامي من القاهرة في يونيو حزيران.
وفيما يلي بعض الاسئلة والاجوبة عن وضع حقوق الانسان في مصر:
ما الذي تتوقعه منظمات مراقبة حقوق الانسان من أوباما؟
يأمل كثيرون في أن تضغط ادارة أوباما بهدوء على مصر سعيا الى اصلاحات ديمقراطية وعبروا عن أملهم في مسار مختلف عن ذلك الذي تبنته ادارة سلفه جورج بوش.
وفي السابق رحب بعض النشطاء بدفعة أعطتها ادارة بوش لنشر الديمقراطية في المنطقة لكن خاب أملهم حين بدت واشنطن مشغولة أكثر بضمان استقرار الدول الصديقة لها. وما زالت توقعاتهم لدعم أمريكي في مسائل حقوق الانسان ضعيفة.
وفي خطابه للعالم الاسلامي في يونيو حزيران قال أوباما "لا يمكن لاية دولة ولا ينبغي لها أن تفرض نظاما للحكم على أية دولة أخرى." لكنه دعا الحكومات الى أن تلتزم بالشفافية وسيادة القانون وأن "تحكم من خلال الاتفاق في الرأي لا الاكراه". كما دعا لحرية العقيدة وحقوق متساوية للنساء.
ماذا حدث لحركة الديمقراطية في مصر؟
اشتد عود حركة احتجاج مطالبة بالديمقراطية في مصر في الفترة التي سبقت أول انتخابات رئاسة تعددية في البلاد أجريت عام 2005 حين جذبت الاحتجاجات المطالبة بالتغيير المئات الى شوارع العاصمة التي نادرا ما شهدت احتجاجات كبرى.
واضمحلت الحركة في الوقت الذي خفتت فيه الدفعة الامريكية للديمقراطية وقامت مصر بتصعيد حملة على المعارضة استهدفت بصورة أساسية المدونين الذين استعملوا الانترنت في حشد التأييد لحركتهم.
ويقول محللون ان مصر أرادت أن تقضي على مظاهر الغضب ليكون ممكنا أن يتولى جمال ابن الرئيس حسني مبارك الحكم بعده. وينفي كل منهما ذلك. ويحكم مبارك البلاد منذ 27 عاما.
وبعد انتخابات عام 2005 سجنت مصر ايمن نور أبرز منافس لمبارك في انتخابات الرئاسة بتهمة التزوير ويقول نور انها ملفقة. وأفرج عن نور في فبراير شباط في لفتة تجاه أوباما لكن لم يكن من شأنها احداث تغيير أكبر.
ويرى منتقدون ان التعديلات الدستورية في السنوات الاخيرة التي يقول مسؤولون انها فتحت المجال السياسي لا تزال تجعل من المستحيل على أي منافس حقيقي للمرشح الذي يختاره الحزب الوطني الحاكم أن ينافس في الانتخابات الرئاسية. ولم يقل مبارك ما اذا كان سيرشح نفسه مرة أخرى.
وأخفقت الى حد كبير جهود احياء الحركة الديمقراطية في مصر.
كيف عومل الاخوان المسلمون؟
طالت الحملة على المعارضة كلا من اليساريين والاسلاميين لكن جماعة الاخوان المسلمين المعارضة وهي حركة اسلامية غير عنيفة لها تأييد شعبي أوسع كان نصيبها أكبر.
وتشغل جماعة الاخوان المسلمين وهي جماعة محظورة حوالي خمس مقاعد مجلس الشعب من خلال أعضاء فيها ينتخبون كمستقلين. وتقول الجماعة انها تستهدف من خلال صناديق الاقتراع اقامة دولة تطبق الشريعة الاسلامية.
وترى الحكومة في جماعة الاخوان المسلمين أكبر تهديد سياسي لها وسعت للحيلولة دون أن تشكل تحديا خطيرا لمبارك. وغالبا تقبض السلطات على أعضاء فيها دون أن تقدمهم للمحاكمة.
وفي تصعيد ضد الجماعة أصدرت العام الماضي محكمة عسكرية أحكاما بالسجن على 25 عضوا قياديا فيها بينهم الرجل الثالث خيرت الشاطر في محاكمة وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "افساد للعدالة".
وكانت تلك المرة الاولى التي تستخدم فيها الحكومة محكمة عسكرية في محاكمة أعضاء في الجماعة منذ عام 2001 .
وعملت مصر بكل جهد أيضا لمنع الجماعة من توسيع موطيء القدم الانتخابي الذي حققته فمنعت ألوفا من أعضائها من الترشح لانتخابات المجالس المحلية العام الماضي.
ما هو قانون الطواريء في مصر؟
سحقت مصر تمردا قام به اسلاميون يسعون لاقامة دولة اسلامية صرفة في التسعينات مستخدمة القوة الباطشة ومعتمدة على قانون للطواريء مطبق منذ اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص متشددين اسلاميين عام 1981 .
وهدأ الوضع منذ أواخر التسعينات برغم أن سلسلة من هجمات القنابل في مناطق سياحية في شبه جزيرة سيناء تسببت في مقتل العشرات بين عامي 2004 و2006 .
ومن حين لاخر تقوم مصر بمد العمل بقانون الطواريء الذي يسمح بالاعتقال بدون محاكمة قائلة ان القانون مطلوب لمواجهة خطر الارهاب. وتشتكي منظمات مراقبة حقوق الانسان من أن الحكومة تستخدم قانون الارهاب ذريعة للقضاء على المعارضة السياسية التي لا تلجأ للعنف.
ما هي الشكاوى في شأن التعذيب؟
تقول منظمات مراقبة حقوق الانسان ان التعذيب متفش في السجون وأقسام الشرطة التي يعمل المسؤولون فيها بعيدا عن الرقابة. ويتعرض المحتجزون للصدمات الكهربائية والضرب والاعتداء الجنسي بحسب قول المنظمات.
ولاقت تجاوزات الشرطة في مصر اهتماما واسعا عام 2007 بعد نشر شريط فيديو يصور رجلا تعرض لاعتداء جنسي بعصا بقسم شرطة في القاهرة.
وتنفي الحكومة أن يكون التعذيب منتشرا وتقول انها تقدم للمحاكمة أي ضابط يقوم دليل على أنه يسيء للمحتجزين.
وفي قضية الاعتداء الجنسي بعصا صدر في النهاية حكم على رجلي شرطة بالحبس لمدة ثلاث سنوات لادانتهما بالتعذيب.
هل هناك تمييز ديني؟
قدمت جماعة الضغط القبطية المصرية في الولايات المتحدة شكاوى متكررة من اضطهاد للمسيحيين المصريين الذين يشكلون عشرة في المئة من السكان الذين يبلغ عدهم 76 مليون نسمة.
والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين يسودها الوئام في العادة لكن مسيحيين يقولون أحيانا ان الحكومة لا تذكر الحقيقة بشأن عددهم وان من الممكن أن يواجهوا تمييزا.
وأحيانا تؤدي نزاعات طائفية على الاراضي والعلاقات بين الرجال والنساء وبناء وتجديد الكنائس وتغيير الديانة الى حوادث عنف. ولا تقر الحكومة بتحول المسلمين الى ديانة أخرى.
وتواجه أقليات أخرى وقتا أصعب في مصر المحافظة. ويقول نشطاء في مجال حقوق الانسان ان البهائيين وهم أقلية صغيرة لا تعترف بها الحكومة تواجه تمييزا منظما. ويرى كثير من المسلمين في مصر أن البهائية بدعة.
No comments:
Post a Comment