انتابت جميع الأوساط المصرية الرسمية والشعبية حالة من الرفض والاستنكار الشديدين لتجاوزات الجماهير الجزائرية تجاة الجماهير المصرية بأم درمان و المصريين العاملين بالجزائر.
ولم تقتصر ردود الأفعال الغاضبة على تجاوزات الجزائريين فى أم درمان وحدها بل أيضا انتقدت تصرفات الصحافة الجزائرية باعتبارها الممول الأساسي لهذه التجاوزات التى طالت المصريين العاملين بالجزائر وطالت استثمارات المصريين هناك .
البداية كانت مع التصريحات الغاضبة لوزير الاعلام أنس الفقي عقب المباراة ومع بداية التجاوزات الجزائرية حيث ناشد وزير الاعلام انس الفقي الجماهير المصرية فى السودان البقاء في الفنادق او البيوت وعدم الخروج إلى الشوارع ، وأكد انه في حال استمرار هذه الاعتداءات سترسل مصر قوات إلى الخرطوم لتأمين عودة الجمهور المصري، تبعها اهتمام رئاسى حيث أكد وزير الاعلام أن الرئيس حسنى مبارك يتابع شخصيا تطورات وضع المشجعين الذين توجهوا الى السودان لتشجيع المنتخب المصري بعد تعرضهم لاعتداءات من المشجعين الجزائرين عقب انتهاء المباراة ووقوع اصابات بين عدد منهم .
ولم يقتصر رد الفعل الرئاسى عند هذا الحد بل أكد الرئيس مبارك فى الخطاب الذى القاه فى افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة بمجلس الشعب أن مصر لن تقبل أى تجاوزات فى حق أبنائها العاملين فى الخارج فى اشارة واضحة لما يتعرض له المصريين فى الجزائر .
وكانت لوزارة الخارجية النصيب الأكبر من صيحات الاستهجان وردود الفعل الغاضبة فعقب تعرض المصريون العاملون فى الجزائر لاعتداءات من قبل الجماهير الجزائرية أبلغ وزير الخارجية أحمد أبو الغيط نظيره الجزائرى ضرورة ان تقوم بلاده بدورها فى تأمين المصريين العاملين هناك .
ومع ارتفاع حدة الاعتداءات اتخذت الخارجية العديد من القرارات كان أولها استدعاء السفير الجزائرى بالقاهره لابلاغه الاستياء المصرى الشديد لتجاوزات الجزائريين فى حق المصريين وتم إبلاغ السفير الجزائري رسالة قوية حول التواجد المصري في الجزائر سواءً الجالية أو المصالح أو الممتلكات، وبأن طلب مصر الذي تكرر أكثر من مرة حينها بحماية وتأمين التواجد المصري بكافة مكوناته إنما هو مسئولية الحكومة الجزائرية في المقام الأول والأخير.
ولما لم تجد الخارجية أى استجابه من الجانب الجزائرى قررت تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي المصري بالجزائر وذلك باستدعاء السفير عبد العزيز سيف النصر سفير مصر فى الجزائر وهو ما يعنى تخفيض التمثيل الدبلوماسى المصري بالجزائر الى مستوى أقل وصرحت بعدها الخارجية على لسان حسام زكي المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية ان عودة سفير مصر لدى الجزائر مسألة تخضع للتقدير السياسي و أن فترة استدعاء السفير ستنتهي بزوال الأسباب التي أدت إلى الاستدعاء.
و جاءت ردود أفعال علاء وجمال مبارك نجلي الرئيس متوافقة تماما مع حجم الحدث حيث قال علاء مبارك :"لن أقبل أي اعتذار عما حدث من أي جزائري حتى لو كان الرئيس الجزائري شخصيًا" وانتقد علاء الاعلام المصري قائلا "كنت أتمنى أن يكون الموقف الإعلامي واحدًا، لكن للأسف المعالجة التي قدمتها بعض وسائل الإعلام اتسمت بالمزايدة والكذب والتضليل وطمس الحقائق".
وأكد جمال مبارك على نفس المضمون حيث أكد على أن حق المصريين لدى الجزائريين لن يذهب سدى وان الحكومة المصرية لن تتهاون مع الأحداث المؤسفة التى تعرض لها الجمهور المصرى فى الخرطوم عقب المباراة الفاصلة بين منتخبى مصر والجزائر .
وجاءت ردود أفعال أهل الرياضة رافضة بشدة لما حدث حيث قرر نادي الأهلي الاستغناء عن اللاعب أمير سعيود "جزائرى" أو بيعه بعد الأحداث المشينة التى وقعت من الجماهير الجزائرية تجاه المشجعين المصريين.
وتضامن ايضا نادي الزمالك والذى قرر غلق باب المفاوضات لضم الجزائري خالد لموشيه لصفوف الفريق الأبيض .
وشهدت الساحة الفنية العديد من ردود الأفعال حيث قرر الفنان عمرو دياب بالتضامن مع جامعة المستقبل تأجيل الحفل الذي كان مقرر إقامته بالجامعة فى وقت سابق تضامنا مع الشعب المصري عقب الاعتداءات الجزائرية وعبر عمرو عن حزنه الشديد بسبب الأحداث الأخيرة في السودان خلال مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر .
وقرر محمد هنيدى عدم عرض فيلمه "أمير البحار" بالجزائر في نفس توقيت عرضه بالقاهره في سباق عيد الأضحى، كما كان مقررًا من قبل.
فيما أعلن الفنان الشاب فتحي عبد الوهاب ، خلال حفل ختام الدورة ال33 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، عن إهداء جائزته التى حصل عليها من المهرجان (أفضل ممثل) عن دوره في فيلم "عصافير النيل" إلى المنتخب المصري لكرة القدم .
وأعلن تامر حسنى اعتزامه إقامة حفل غنائي ضخم لتكريم أعضاء المنتخب القومي في رد فعل على الأحداث المؤسفة التي لحقت بالجمهور المصري على أيدي المشجعين الجزائرين عقب المباراة الفاصلة بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري في السودان .
بينما أكد الفنان هشام عباس أن أغنيته الأخيرة التي قام بتسجيلها تحت عنوان "ما تزعليش يا مصر" هدية بسيطة يعبر من خلالها عن مشاعره تجاه الأحداث الدامية التي وقعت في أم درمان مؤكداً أنه لم يكن يتخيل أن تنتهي المباراة بهذه الصورة المأساوية ولم يكن يتخيل أن يعتدي الجزائريون علي المصريين بتلك الوحشية المقززة.
ولم تقتصر ردود أفعال اهل الفن على الفنانين المصريين بل كان هناك العديد من ردود الأفعال الغاضبة للفنانين العرب حيث اكدت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي انها لا تهتم بالغناء في الجزائر ولا يعنيها ان تزور تلك البلد التي اساء جمهورها بشدة الي اخوانهم في العروبة لان الفن يحتاج الي الحب وهم يفتقدون تلك المشاعر تماما بدليل المهازل التي ارتكبوها في ام درمان.
فيما هاجمت المطربة اللبنانية ميريام فارس بشدة الصحافة الجزائرية واتهمتها باشعال الفتنة بين مصر والجزائر .
No comments:
Post a Comment