شهد الدولار الأمريكي تعافيا ملحوظا خلال التعاملات الآسيوية اليوم الأربعاء مدفوعا بتصريحات لرئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أيد فيها وبقوة تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي بن برنانكي التي تقضي بأن قوة الدولار تصب في مصلحة المجتمع الدولي بأكمله.
وفي طوكيو ارتفع الدولار اليوم الأربعاء إذ قلص المستثمرون ما لديهم من مراكز البيع بعد أن حذا صانعو السياسة الاقتصادية في منطقة اليورو حذو رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بن برنانكي في الإدلاء بتصريحات بشأن مزايا أن يكون الدولار قويا.
وفي الوقت الذي سجل فيه مؤشر الدولار حوالي 75.319 نقطة بعد أن هوى إلى أدنى مستوى له في 15 شهرا 74.679 يوم الثلاثاء، نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن متعاملون أن الانتعاش الحالي سيكون على الأرجح محدودا وان الاتجاه النزولي للدولار على الآجل الطويل لم يتغير.
وكان اليورو مستقرا دونما تغير يذكر على 1.4877 دولار بعد أن ارتفع إلى5000 دولار في التعاملات الالكترونية يوم الثلاثاء، فيما كان الدولار مستقرا مقابل العملة اليابانية عند 89.27 ين بعد ان لامس مستوى 88.73 ين في التعاملات الالكترونية اليوم السابق وهو أدنى مستوى له منذ شهر.
وفاجأ برنانكي المستثمرين يوم الاثنين عندما قال أن مجلس الاحتياطي "منتبه لمضاعفات التغيرات في قيمة الدولار" بالرغم من أن أسعار الفائدة ستبقى منخفضة بصورة استثنائية "لفترة ممتدة".
وفسر البعض تصريحاته بشأن الدولار والذي يقع في نطاق اختصاصات وزارة الخزانة الأمريكية على أنها مؤشر على قلق الاحتياطي الاتحادي من أن المزيد من الخفض في قيمة الدولار قد يرفع معدل التضخم.
وفي اليوم التالي ـ أمس الثلاثاء ـ تحدث رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه عن العملات وأكد مجددا وجهة نظره بان قوة الدولار ستكون في صالح الولايات المتحدة وانه ليست هناك نية لان يكون اليورو عملة للاحتياط.
وعلى الصعيد نفسه ، أكد وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جيثنر مرارا إن الدولار سيحتفظ بدوره كعملة أساسية للاحتياطات العالمية لفترة زمنية طويلة جدا مشيرا إلى أن قوة الدولار ضرورية لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى إيمانه بالحاجة إلى إبقاء الدولار قويا، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
وقال جيثنر للصحفيين اليابانيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما الأربعاء الماضي "اعتقد انه من المهم جدا للولايات المتحدة ولقوة اقتصادها أن تحافظ على قوة الدولار مع إدراكنا إننا بحاجة إلى العمل من أجل الحفاظ على ثقة المستثمرين في عملية صنع السياسة الاقتصادية".
وفي تقرير أوردته شبكة "بلوم برج" الإخبارية، حذر أكاديمي أمريكي من إن وضع الدولار كعملة وحيدة للاحتياطي النقدي على مستوى الاقتصاد العالمي قد يشهد تدهورًا الأمر الذي قد يترتب عليه ظهور عملات أخرى تتولى ذلك الدور بجانب العملة الأمريكية.
وقال نوريل روبيني أستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك، والذي توقع من قبل حدوث الأزمة المالية العالمية إن تدهور وضع الدولار لن يحدث بين يوم وليلة، غير إن ذلك التطور سيقلص من دور العملة الأمريكية بمرورو الوقت.
No comments:
Post a Comment