رغم المحاولات الدءوبة من قبل الإعلام الجزائري لقلب الحقائق وترديد الأكاذيب عن مصر ورموزها منذ ما يزيد علي الشهر وتحديداً عقب خسارة المنتخب الجزائري للكرة أمام منتخبنا الوطني في موقعة القاهرة التي كادت تطيح بالأحلام الجزائرية في التأهل إلي كأس العالم وفوزهم بعد ذلك علي منتخبنا في السودان واعتدائهم علي الجماهير المصرية في واقعة أثارت استياء وغضب جميع المصريين.. بدأت الصحف العالمية والرأي العام الدولي في التنبه إلي حقيقة ما يقال في الجزائر ورغم عدم خروج أية صحيفة أجنبية حتي الآن للتأكيد علي ما فعله الجزائريون من اعتداءات علي الجماهير المصرية في السودان إلا أن ما فعله الجزائرييون في الاحتفالات الأخيرة بجميع دول العالم من حرق ونهب وتخريب قد دفع العديد من الصحف العالمية إلي التوقف للنظر في أسباب مثل هذه الأفعال الغريبة والمشينة في نفس الوقت وهو ما يعد اعترافاً ضمنياً من قبل هذه الصحف بما فعله الجمهور الجزائري مع الجماهير المصرية ويؤكد للرأي العام الغربي أن مصر صاحبة حق ويبشر في الوقت نفسه باقتراب ساعة الحساب للمخربين باسم كرة القدم والمساندة الوطنية.
فتحت عنوان "لماذا تتحول احتفالات الجماهير الجزائرية إلي حروب وصراعات؟".. نشرت صحيفة "الجارديان البريطانية" تقريراً بحثت فيه عن أسباب تعصب الجماهير الجزائرية وسلطت الضوء علي تاريخ "دموية" الجماهير الجزائرية. وركزت بصورة شديدة علي بعض الوقائع التاريخية التي عانت فيها فرنسا من شغب أنصار "الخضر" بسبب مباريات كرة القدم.
وكان آخر هذه الوقائع ما حدث قبل أيام حين خرجت الجماهير الفرنسية لتحتفل بفوز منتخب بلادها علي أيرلندا وتأهلها لكأس العالم 2010 حيث تفاجأت بمجموعة من الجماهير تحمل أعلاماً شبيهة بأعلام المنتخب الأيرلندي ثم أدركت أنها جماهير جزائرية تحتفل بتأهل بلادها للمونديال بعد الفوز علي مصر.
وتابعت الصحيفة: لم يمض وقت طويل حتي قامت جماهير الجزائر بالاشتباك مع نظيرتها الفرنسية وتحول الاحتفال إلي صراع بين الطرفين.
واستبعدت "الجارديان" أن يكون الشغب الجزائري وليداً لكرة القدم وربطته بحالة "الكراهية" التي تنتاب قطاعاً كبيراً من الجزائريين تجاه فرنسا منذ احتلالها لهم عام 1830 وذكر التقرير المطول ل"الجارديان" بعض الوقائع التي عانت فيها فرنسا "الدولة الأم" من شغب الجماهير "الدموية" الجزائرية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية الشهيرة أن جماهير الخضر قامت بأعمال شغب مماثلة في ليون ومارسيليا مشيرة إلي التقارير الصحفية التي أكدت أنها حرقت ما يقرب من مائتي سيارة في باريس.
وفي عام 2005 والذي شهد تطوراً كبيراً في أعمال الشغب من جانب الجزائريين في فرنسا قام نيكولاس ساركوزي وزير الشئون الداخلية بإضافة المزيد من البنزين علي النار عندما وصف المشاغبين الجزائريين بأنهم "حثالة" فيما تنبأ الفيلم السينمائي "هيدين" والذي تناول ذكري الاعتداء العنيف علي الجالية الجزائرية في باريس بمدي تطور العلاقات في القرن الحادي والعشرين وهذا الأمر الذي لم ينساه الشباب الجزائري حتي الآن وظهر ذلك واضحاً في طريقة احتفالاتهم بشوارع المدن الفرنسية وتابعت: الغضب الذي أظهره الجزائريون ليس له علاقة بكرة القدم والعنصرية فقط ولكنه ينبع من حقيقة أن المواطنين الجزائريين سواء الذين يعيشون في فرنسا أو الجزائر لم يتحرروا أبداً من علاقة الحب والكراهية التي ربطتهم بالدولة الفرنسية لفترة طويلة وتحديداً خلال فترة الاحتلال الفرنسي التي بدأت عام 1830 عندما كانت الجزائر مستعمرة فرنسية حيث كان يعامل فيها الشعب الجزائري كمواطن درجة ثانية وتحدثت الصحيفة إلي أحد المواطنين في الجزائر حيث قال: فرنسا بالنسبة لنا تعني الحرية والمساواة والاخوة وهذه الأمور لم نشهدها بهذه الطريقة في الجزائر ربما تبدو بلدنا مثل فرنسا ولكنها علي العكس تماماً فنحن لا نستطيع العيش هنا حيث لا نملك أموالاً كافية فالجزائر حقاً سجن كبير. وألقت الصحيفة البريطانية الضوء علي واقعة حدثت منذ خمسة أعوام عندما قامت فرنسا والجزائر بتنظيم مباراة كرة قدم بين منتخبي البلدين من أجل ترسيخ الروابط بينهما ولكن تحولت المباراة لمعركة بعدما قامت الجماهير الجزائرية باقتحام الملعب وإثارة الشغب وهو الأمر الذي وصفه نجم الكرة الفرنسية الجزائري الأصل زين الدين زيدان بأنه "أسوأ لحظة في حياته" حيث قامت الجماهير حينها بسبه ب"زيدان الحارقي" والحارقيين هم جماعة جزائريين قاموا بمحاربة أبناء وطنهم مع الفرنسيين حيث يعتبرهم الشعب الجزائري بأنهم خونة حتي الآن.
وعلي نفس الخطي سارت جريدة "ذا وول ستريت جونال" ففي تقرير مصور حول أكثر الصور إثارة هذا الأسبوع تناولت جريدة "ذا وول ستريت جورنال" أحداث الشغب التي قام بها الجزائريون ضمن أكثر الأحداث سخونة في الأسبوع من 14 إلي 20 نوفمبر وكانت بعض من الجماهير الجزائرية قد حاصرت المنشآت المصرية التي يعمل بها مصريون بعد هزيمة فريقهم أمام الفراعنة بهدفين نظيفين يوم 14 نوفمبر وأيضاً بعد الشائعات التي أطلقتها الصحافة الجزائرية بوجود حالات وفاة ورهائن جزائريين في مصر.
علي صعيد آخر وفي ظل الرعب الذي أصاب العالم من الشغب الجزائري كشف الإعلامي التليفزيوني جونيور نيتو أن الشرطة الأنجولية تأخذ بعين الاعتبار أحداث الشغب التي ارتكبها الجمهور الجزائري علي هامش مواجهته منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وأوقعت قرعة أمم أفريقيا 2010 بأنجولا منتخب الخضر في المجموعة الأولي إلي جانب أنجولا البلد المستضيف ومالي ومالاوي وتقام البطولة في الفترة ما بين 10-31 يناير المقبل.
-----------------------------------------
سفير الجزائر بـ القاهرة : لم أصرح أبداً.. بأن الجزائر لا تعتذر
كل ما ينشر علي لساني حالياً.. محض افتراء واختلاق
لن أترك القاهرة إلا بطلب من الخارجية المصرية
أكد عبدالقادر حجار السفير الجزائري بالقاهرة أنه لم يدل بأي تصريح لأي جهة إعلامية مفاده ان الجزائر لا تقدم أي اعتذار حول الأحداث الأخيرة بعد مباراة منتخبي مصر والجزائر التي جرت في الخرطوم موضحا انه لم يطرح عليه سؤال بهذا الشأن من أي وسيلة إعلامية مصرية أو عربية أو أجنبية.
أضاف السفير الجزائري في بيان لسفارة الجزائر بالقاهرة الليلة الماضية مازلت أرفض حتي الآن الإدلاء بأي تصريح وحول مجريات الأحداث تجنبا لأي تفسير أو تأويل وان الجهات الوحيدة التي أدلي لها بالتصريحات هي الجرائد الجزائرية.
تابع سفير الجزائر يقول: إن كل ما ينشر علي لساني خلال الفترة الحالية محض افتراء واختلاق وسكوتي عن الإدلاء بالتصريحات
ليس خوفا من الإعلان عن موقف وإنما تحوط للحفاظ علي العلاقات التاريخية الجزائرية- المصرية التي كانت لا تزال وسوف تظل متينة قوية وراسخة ومستمرة وستبقي كذلك لا تؤثر عليها الأحداث.
وأكد السفير عبدالقادر حجار في تصريحات خاصة ل "المساء" انه باق في مكانه بالقاهرة وسيزاول عمله ولن يرحل إلا إذا أبلغته وزارة الخارجية المصرية انه شخص غير مرغوب فيه أو قامت السلطات الجزائرية باستدعائه.
قال: إنه وقع عليه ظلم كبير مشددا علي أنه نفي الأخبار التي تم تداولها بشأن مقتل أي جزائري في مصر أعقاب مباراة مصر والجزائر 14 نوفمبر وتساءل كيف أكون مسئولاً عما حدث من الجماهير الجزائرية في أعقاب المباراة التي أجريت في السودان في الوقت الذي لم أكن فيه بالخرطوم ولم أتحرك من القاهرة.
No comments:
Post a Comment