قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. طارق كامل انه لم يتم حتى الآن تحقيق الاستفادة القصوى من خدمات الجيل الثالث للمحمول في مصر، وبناء عليه لن يتم التفكير في طرح خدمات الجيل الرابع قبل 3 سنوات وكشف أن أهم ركائز استراتيجية قطاع الاتصالات المقبلة تأمين الفضاء الإلكتروني وتعظيم استثمارات البريد.
وأوضح الوزير - أمام المؤتمر السنوي الأول لجمعية (اتصال) - أن الاستراتيجية الجديدة للقطاع التي سيتم الإعلان عنها قريبا ترتكز على 4 محاور، أولها تنمية الخدمات البريدية لتقديم خدمات مالية ولوجيستية ومجتمعية مستندا إلى الطفرة التى حققها البريد على صعيد تحقيق معدل نمو يقترب من 13 % ليتماشى مع معدلات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار إلى أن الهيئة القومية للبريد تستثمر حاليا في الشبكة الثالثة للتليفون المحمول (اتصالات مصر) ولديه القدرة على زفع استثمارته في القطاع لتحقيق عوائد على المدى الطويل، مؤكدا أن البريد يمكنه أن يسهم فى دعم المشروعات داخل القطاع.
وعن أهم حقول الاستثمار، أشار إلى ضرورة الاستثمار في مجال الإنترنت فائق السرعة "البرودباند" وتوفير كابلات الفايبرز بسعات وسرعات أكبر من المتوفرة حاليا خاصة بالنظر إلى ما تفرضه الفترة المقبلة من تحديات وحاجة ملحة للتوسع في البرودباند حيث تبلغ استثماراته الحالية مليار دولار ومتوقع زيادتها خلال السنوات القادمة والعودة إلي أعلي التعهيد .
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن المحور الثانى من الاستراتيجية المقبلة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يركز على خدمات التعهيد وتصدير الخدمات التكنولوجية، مشيرا الى النجاح الذى حققته مصر من خلال وضعها على الخريطة العالمية كأفضل الدول الواعدة في هذا المجال.
وقدر صادرات الخدمات التكنولوجية بما قيمته 1.1 مليار دولار سنويا، متوقعا أن تصل إلى ملياري دولار عام 2013 ومشيرا إلى أن تصدير الخدمات يوفر 35 ألف فرصة عمل.
ولفت كامل الى ضرورة الاهتمام بالموارد البشرية والتوسع فى إنشاء المناطق التكنولوجية على غرار القرية الذكية والمنطقة التكنولوجية بالمعادى.
ونوه بأهمية الاستثمار فى الموارد البشرية من خلال البرامج التدريبية التى تصب في سوق العمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات مثل برنامج (إديو إيجيبت) بالجامعات المصرية بالتعاون مع معهد تكنولوجيا المعلومات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيتدا).
وفى الإطار ذاته، شدد كامل على الحاجة للتركيز على وجود تجمعات تكنولوجية وأماكن بديلة في المنصورة والإسكندرية من خلال التعاون مع معهد تكنولوجيا المعلومات كنواة للتدريب وحض الشركات العاملة فى مجال التكنولوجيا على تعزيز التعاون وعمل برامج تدريبية وحضانات تكنولوجية.
العودة إلي أعلي الإبداع وعن المحور الثالث لاستراتيجية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اعتبر الوزير الإبداع التحدي الذي يواجه الوزارة خلال العشر سنوات المقبلة مشيرا إلى أنه ينبغي التوجه لاقتناص الفرص فى الأسواق الخارجية من خلال النشاط فى مجال القيمة المضافة واستثمار العقول والبنية الأساسية حتى تصير مصر جزءا من منظومة امتلاك الملكية الفكرية وتوفير عائدات منها من خلال العمل مع المؤسسات الأكاديمية.
وأشار إلى الشراكة التى تم عقدها مؤخرا مع الشركة الأمريكية العالمية (بلج آند بلاى) لمساعدة الشركات المصرية الناشئة ومنحها مهارات فى مجال الإبداع وريادة الأعمال من خلال الاستعانة بخبرات دولية للنفاذ إلى الأسواق العالمية.
العودة إلي أعلي المواطنة الرقميةوذكر كامل أن المواطنة الرقمية هي المحور الرابع الذي ترتكز عليه الاستراتيجية المقبلة للقطاع، وتعني إتاحة البنية التكنولوجية للمؤسسات المختلفة حتى يتم فتح المجال أمام الشركات والمؤسسات وتمكينها من استخدام التكنولوجيا للاسهام فى تنمية الطلب المحلي للاستثمار فى مجال المحتوى العربى بحيث يكون شيقا وجذابا وبأسعار تنافسية حتى يكون المحتوى سواء كان إعلاما أو صحافة أو تراثا أو ترفيهيا فى حوذتنا وملكنا.
وقال ان الوزارة استعانت بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وهيئة تنمية صناعة التكنولوجيا والمعهد القومي للاتصالات ومعهد تكنولوجيا المعلومات وجهات أخرى لوضع اللمسات النهائية للاستراتيجية الجديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ركزت فى الفترة من 2000 - 2003 على البنية التشريعية والتنظيمية للقطاع، واهتمت خلال الفترة من 2004 -2006 بمبادرة مجتمع المعلومات وخدمات الحكومة الإلكترونية وإتاحة الانترنت وإنشاء القرية الذكية، بينما خصصت الفترة بين عامي 2007 -2010 للتركيز على وضع مصر على الخريطة العالمية لتصدير الخدمات التكنولوجية.
No comments:
Post a Comment