هل "جمعة الشوان" هو اسمك الحقيقى؟
اسمى أحمد محمد عبد الرحمن الهوان من مواليد 6 أغسطس 1939 بمحافظة السويس.
كيف بدأت قصة تجنيدك فى الموساد؟
بعد ضرب مدينة السويس والهزيمة النكراء فى 1967 هاجرت من السويس إلى القاهرة، ولم أجد هناك أية فرصة عمل وكانت ظروف الحياة قاسية، فتذكرت أن لى مبالغ مالية عند رجل يونانى فقررت السفر إليه للحصول عليها، وما إن وصلت إلى اليونان حتى تعرفت على عدد كبير من الشباب والفتيات الجميلات الإسرائيليات وأقنعونى بالعمل لفرع شركتهم فى القاهرة نظير مبالغ مالية كبيرة وعلمت بعدها أنهم من الموساد الإسرائيلى، وأعطونى مبلغ 185 ألف دولار وضعوه داخل مكان سرى فى حقيبة، وركبت الطائرة المتجهة إلى القاهرة وطول الطريق أفكر فى المبلغ الكبير حيث إننى شاب وظروفى المادية صعبة وكان الشيطان يراود عقلى، إلا أن صوت جمال عبد الناصر طول الرحلة كان يجول فى خاطرى وهو يلقى الخطابات الهامة، فقررت أن أذهب إليه لأطلعه على الأمر.
وما كواليس لقاؤك بعبد الناصر؟
بداية وجدت عناءً قبل أن أصل إليه، وعندما التقيت به قال لى بالحرف، "أنت من السويس؟" فقلت له نعم، فقال لى تعرف مدرسة حمد الله؟ قلت له نعم، فقال إنه كان يتعلم فيها، ثم قال أنت تعرف مكتب البريد؟ قلت له نعم، فقال إن والده كان موظفا به، ثم سردت له القصة كاملة، وبعد أن انتهيت من كلامى قال لى "أنا عارف إن السوايسه جدعان" وأعطانى كارتا شخصيا له للتنسيق مع المخابرات العامة المصرية وقال لى "أنا واثق فيك يا هوان".
ماذا حدث بعد سفرك إلى إسرائيل وما هى أصعب المواقف التى تعرضت لها هناك؟
عملت فى الموساد الإسرائيلى وأوهمتهم بنقل المعلومات لهم عن مصر وأعطونى جواز سفر باسم "يعقوب منصور" سكرتير أول السفارة الإسرائيلية فى إيطاليا وبدأت المهمة، فكنت أتعمد ألا أغوص فى النوم خوفا على فلتات لسانى فى الأحلام حتى لا ينفضح أمرى، فكانت كل حياتى فى إسرائيل صعبة كنت أحمل كفنى بين يدى، فلم أعرف طوال الـ 11 سنة سوى مصطلحين اثنين هما "الحياة والموت".
أين كان جمعة الشوان يوم 6 أكتوبر 1973؟
كنت فى إجازة قصيرة بالقاهرة وفوجئت بهم يطلبون منى العودة سريعا إلى تل أبيب وبدأ الخوف يتسلل إلى قلبى، إلا أن القيادات المصرية طلبت منى السفر، وهناك أبديت حزنى على الهزيمة التى لحقت بهم فى أكتوبر وانفضاح أمر الموساد وفشله أمام العالم أجمع إلا أنهم أكدوا أن هناك ترتيبات لهذا الأمر وأن مهمته الحقيقة بدأت.
وما هى المهمة الحقيقة؟
أعطونى جهازاً خطيراً ينقل الرسالة فى 6 ثوان وطلبوا منى السفر به إلى القاهرة لنقل الأخبار من هناك، فرجعت به إلى القاهرة وأهديته إلى المخابرات المصرية وكانت أول رسالة أبعثها إليهم "شكرا لحسن تعاونكم معنا طوال الـ 11 عاماً من خلال رجلنا جمعة الشوان.. المخابرات العامة المصرية".
بالرغم من كرهك لقيادات إسرائيل إلا أنه بالتأكيد أثّر فى حياتك أحدهم؟
أعجبت طوال الـ 11 عاماً التى قضيتها فى إسرائيل بـ "شيمون بيريز" لرجاحة عقله ولإخلاصه فى حب وطنه، فعندما أعطونى الجهاز وضعوه داخل فرشة أحذية، إلا أن بيريز لم يعجبه الأمر وخاف أن ينفضح الأمر، لأن الفرشة جديدة فوضع عليها ورنيشا وأنحنى بنفسه تحت قدمى ثم مسح على حذائى.
وما هى أسرارك مع الفتاة اليهودية جوجو؟
تعرفت أثناء وجودى فى إسرائيل على فتاة تدعى "جوجو ديفيد" ودخلت معها فى قصة حب كبيرة مما جعلها تساعدنى كثيرا، إلا أنها كادت أن تفضح أمرى عندما رجعت من القاهرة إلى إسرائيل بعد حرب 73 فلم تتمالك نفسها وخضنتنى أمام رجال الموساد، وبعد عودتى إلى مصر بالجهاز سافرت جوجو إلى إيطاليا ومنها إلى القاهرة وأعلنت إسلامها وأطلقت على نفسها "فاطمة" وتزوجت من مصرى، فكانت تعشق مصر لكونها من أصول مغربية.
وما حقيقة زواجك من سعاد حسنى ونفى شقيقتها هذا الخبر؟
تزوجت بالفعل من سعاد حسنى لمدة 8 أشهر سنة 1969 أما شقيقتها فلم تكن تعلم شيئا عن الموضوع ولم أصرح عن هذا الزواج فى وقته بناء على طلب سعاد.
وماذا عن مسلسل "دموع فى عيون وقحة"؟
كنت أتمنى أن يجسد شخصيتى فى هذا المسلسل الفنان محمود مرسى أو فريد شوقى، فالأول كان فى حجم جسدى والثانى كان فيه شبه كبير منى أما عادل إمام فبعيد كل البعد عن شخصيتى، وخلافى معه حقيقى لأنه تهكم على فى أول لقاء بيننا.
ما الذى كنت تتمنى تحقيقه أثناء وجودك فى إسرائيل ولم يتحقق؟ وما الذى كان يسلى وحدتك فى إسرائيل؟
كنت أتمنى أن أسجد ولو سجدة واحدة لله، إلا أن وجود الإسرائيليين معى خلال الـ 24 ساعة جعلنى أهجر الصلاة، وفى وقت الأزمات كان صوت أم كلثوم يحرك قلبى فى تل أبيب.
هل نال الشوان التكريم الذى يستحقه؟
"أقسم بالله ما أخدت من مصر 5 قروش" وإنما التكريم للفنانين ولاعبى الكرة أما الأبطال فأجرهم عند الله ويكفينى تاريخى السياسى.
وماذا ترى مصر بعد 37 سنة من انتصار أكتوبر؟
العالم كله تغير وأصاب رذاذ من هذا التغير مصر، إلا أن الشباب تغير للأسوأ، وهو معذور، فالتعليم تجاهل الأعمال الوطنية فى المناهج وتم التغيير العشوائى فى المناهج دون الالتفات إلى الموضوعات الوطنية، كما أن الإعلام ساعد فى تردى الوضع عن طريق طرح المسلسلات الهابطة وأفلام الإثارة التى تدر عليهم ملايين الجنيهات دون النظر إلى المسلسلات التاريخية.
مع اقتراب انتخابات رئاسة الجمهورية من تراه رئيساً لمصر؟
أذكى جمال مبارك لعدة أسباب، أنه تربى فى المطبخ السياسى وعاش فى مصر و"أهل مكة أدرى بشعابها"، بينما يختلف لوضع تماما بالنسبة للبرادعى حيث إننا نفخر به كعالم مصرى وليس رئيسا لمصر.
مقاطع الفيديو
جمعة الشوان الحقيقي
سقوط ايلى كوهين على يد رفعت الجمال و إعدامه فى سوريا
No comments:
Post a Comment