زوجات الزعماء العرب

ما حكاية السيدة الاولي؟ وما مهام ووظائف هذا المنصب؟ وهل السيدة الاولى تحكم او لا تحكم؟ ولماذا بدأ تزايد نشاط السيدة الاولي فى العالم العربى فى السنوات الاخيرة؟ وهل تشارك السيدة الاولى فى صنع القرار السياسي؟ وغيرها وغيرها من الاسئلة تدور فى رؤوس المحللين والمراقبيين السياسين..خاصة بعد ظهور ما يشبه بتحرك دولى للسيدات الاوليات من خلال ما يعرف بمؤتمر السيدات الاول الذى عقد للمرة الاولى بالقاهرة عام 2000، وخرج بضرورة مشاركة المرأة العربية فى العملية السياسية، وما تبعه من اجتماعات وتحركات على المستوى النسائى والخدمى والمستوى السياسي، وذهب البعض فى تحليلاته الى القول بتمتع زوجات الرؤساء أو الملوك أو الأمراء بسلطات كبيرة، تتساوى أحياناً مع سلطات الرئيس أو الملك أو الأمير، وهذه التحليلات وإن كانت تحمل بعض المعطيات التى تؤيد صحتها، لكنها لا تعدو أن تكون أكثر من تكهنات غير مؤكدة، لكن المؤكد أن زوجات الحكام العرب اصبحن فى شهرة أزواجهن وأحيانا أكثر من خلال "الأنشطة الخيرية" التى تضعهن دائما امام عدسات الإعلام، حتى أصبح مصطلح السيدة الأولى التى اخترعته السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل انور السادات معروفا لدى كل شعوب العالم العربي، معرفة تفوق أحيانا معرفة أسماء الوزراء وحقائبهم الوزارية، ورغم اختلاف الدول العربية فى كل شيء فيما بينها، إلا أن ظاهرة السيدة الأولى تكاد تكون موحدة سواء فى الدول الملكية اوالجمهورية .. والى حكايات السيدات الاوليات.



فى المغرب السيدة «لالة سلمى» زوجة الملك المغربى محمد السادس وتحمل لقب ملكة المغرب الآن، نشأت يتيمة فى بيت جدتها فى شقة صغيرة بحى القبيبات الشعبى بالرباط بعد أن ماتت والدتها وهى ابنة الـ 36 شهرا، وكانت سلمى تذهب إلى المدرسة يوميا على متن حافلات المدينة مثل بقية فقراء المغرب، حتى تخرجت كمهندسة، لتشغل منصبا مهما بشركة "أونا" التى تملك فيها العائلة الملكية 14 بالمائة، وفى حفل بذات الشركة التقى بها محمد السادس حينما كان لايزال أميرا، وفى يوم 22 مارس 2002 حصلت على لقب صاحبة السمو الملكي، هذا اللقب الذى كان حكرا فيما سبق على شقيقات وعمات الملك.



اما السيدة «ليلى» فهى زوجة الرئيس التونسى زين العابدين بن علي، والتى تزوجها بعد أيام من توليه الحكم خلفا للرئيس الراحل بورقيبة، هذا الأخير الذى كان بدوره يضع زوجته "وسيلة بن عمار" فوق الجميع، ومن المعروف أن بن على طلّق زوجته وأم بناته الثلاث ليتزوج من السيدة "ليلى" التى نالت وحدها دون منازع لقب سيدة تونس الأولى، وكان زين العابدين يعرف السيدة "ليلى" أثناء شغله لمنصب مدير الأمن الوطنى فى تونس، وكانت هى تعلم أن مدير الأمن الطموح يسير بخطى ثابتة لاستلام مقاليد البلاد، جاءت سيدة تونس الاولى من أسرة فقيرة وكبيرة العدد وكانت وحيدة بين عشرة أشقاء من الذكور، ومنذ تولى زوجها الحكم وحتى الآن قامت بالعديد من النشاطات التى تحفظ لها لقب سيدة المجتمع التونسى الأولى.



السيدة «أسماء الأخرس» هو الاسم الأصلى لزوجة الرئيس السورى بشار الأسد، تنتمى لأسرة من الطائفة السنية فى سوريا وتنحدر من عائلة غنية نسبيا، فهى ابنة طبيب سورى بارز مختص فى أمراض القلب ، ولدت وترعرعت فى لندن وحصلت على شهادة البكالوريوس فى علوم الكومبيوتر من "كينجز كوليدج" التابعة لجامعة لندن فى عام 1996 وقامت قبل الزواج بالتدرب على العمل المصرفى فى نيويورك، حيث بدأت مع مصرف "دويتشه بانك" ثم انتقــلت إلى مصـرف "جى بى مورجان " ، وتتقن أسماء اللّغات العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية، ورغم الظهور المحتشم لأسماء الأخرس فى وسائل الأعلام، تزوجت الرئيس السورى فى ديسمبر 2000 ، وتحظى بلقب سيدة سوريا الأولى من خلال رعايتها لعدد من المشاريع الخيرية داخل سوريا.



أما الملكة «رانيا العبد الله» زوجة الملك عبد اللّه ملك الأردن فهى «رانيا الياسين» ، والتى ولدت فى الكويت لعائلة أردنية من أصل فلسطيني، أنهت رانيا دراستها الإعدادية والثانوية فى الكويت، ثم حازت فى عام 1991 على شهادة البكالوريوس فى إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعقب تخرجها عادت للأردن لتعمل فى مجال البنوك لفترة، ثم تحولت إلى العمل فى مجال تقنية المعلومات، تزوجت من الملك عبد الله بن الحسين حينما كان أميرا عام 1993 لتنجب له أربعة أبناء هم حسين، إيمان، سلمى، هاشم، وبمجرد أن أصبح زوجها ملكا حتى نالت لقب ملكة، لتبدأ انطلاقتها للحصول على لقب السيدة الأولى، فبدأت الانخراط فى شئون البيئة والصحة والشباب وحقوق الإنسان وحماية الأطفال ضد العنف، والترويج لبرنامج "نماء فى مرحلة الطفولة المبكرة"، والترويج للسياحة وترأست المجلس الوطنى لشئون الأسرة، وايضا الفريق الوطنى لبرنامج "نماء فى مرحلة الطفولة المبكرة"، ثم عينت الحكومة الأردنية الملكة رانيا لترأس اللجنة الملكية لحقوق الإنسان، كما تشغل منصب الرئيس الفخرى للأكاديمية العربية للعلوم المصرفية والمالية، وتشغل نفس المنصب فى لجنة شئون المرأة العربية العاملة التابعة لمنظمة العمل العربية، كما نالت الملكة رانيا الدكتوراه الفخرية فى القانون من جامعة إيكستر فى المملكة المتحدة.



أما فى الامارات فتعد الشيخة «فاطمة الكتبي» ذات الأصول اليمنية، والزوجة الرابعة للراحل الشيخ زايد الوحيدة التى حملت لقب "السيدة الاولى" فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهى أم الشيوخ الذين يمسكون بمقاليد الحكم على رأسهم الشيخ محمد رئيس الأركان والشيخ هزاع رئيس المخابرات والشيخ حمدان وزير الخارجية والشيخ عبد الله وزير الإعلام.



اما فى البحرين فصاحبة هذا اللقب هى الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة زوجة ملك البحرين، ولدت سبيكة بمدينة المحرق فى قصر جدها لوالدها محمد بن عيسى بن على آل خليفة، ولها ثلاثة أشقاء وأربع شقيقات، تلقت دراستها الأولى فى البحرين، ثم أكملتها فى بريطانيا، وكان زواجها بحمد بن عيسى آل خليفة عام 1968 لتنجب له ثلاثة أولاد وبنتا واحدة، أكبرهم سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد ،وبمجرّد زواجها بدأت تعد نفسها للقب سيدة المجتمع الأولى، فاهتمت بالأنشطة الاجتماعية والحرفية لتترأس المجلس الأعلى للمرأة ، ثم نالت شهادة الأستاذية الفخرية فى العلوم الاجتماعية من جامعة نساء الصين.



اما الشيخة «موزة بنت ناصر» المسند فهى زوجة الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير قطر وأم أبنائه السبعة والذين من بينهم الشيخ تميم الذى عين مؤخرا وليا للعهد، ولدت الشيخة موزة فى قطر وبعد أن أتمت دراستها الثانوية، التحقت بجامعة قطر لدراسة علوم الاجتماع لتتخرج منها عام 1986 ، حصلت على شهادتى دكتوراه فخرية من جامعة فرجينيا كومنولث وجامعة تكساس "ايه آند ام"، وثالثة من جامعة كارنيجى ميلون، ومنذ عام 1995 تلعب الدور الرئيسى فى قرارات زوجها فيما يسمونه فى قطر "دعم الرؤية الرشيدة لسمو الأمير لتطوير ونماء قطر بتوافق كامل مع صاحب السمو"، وتقود الشيخة "موزة" عددا كبيرا من المجالات فى قطر، خصوصا فى مجال العائلة، التعليم، العلوم، تطوير المجتمع، الصحة والتراث الثقافى ، كما تم اختيارها من قبل اليونيسكو كمبعوث خاص للتعليم الأساسي، واختيرت فى 2005 عضوا فى مجموعة تحالف التى شكلها كوفى أنان لمكافحة الإرهاب.



اما فى باقى الدول العربية فنرى زوجة الحاكم من خلف الأسوار، حيث يتحفظ أزواجهن على ظهورهن الاجتماعى أو الإعلامي، ولكل حاكم أسبابه ومبرراته من وراء ذلك ففى السودان تعرفنا على السيدة "وداد بابكر" الزوجة الثانية للرئيس عمر البشير أثناء اجتيازها لاختبارات المرحلة الثانوية قبل عدة اعوام ، وبمجرد اندلاع أزمة دارفور ظهرت السيدة "وداد" فى ثوب السيدة الأولى لأول مرة من خلال تقديمها للمساعدات لمنكوبى الإقليم، ثم عادت للاختفاء عن الأنظار بعد الانتقادات الحادة التى وجهت لنظام الرئيس البشير والتى جاء فى مقدمتها "استغلال الرئيس لزوجته من أجل تلميع صورته أمام العالم" أما عن الزوجة الأولى للبشير فلا يعرف أحد عنها شيئا، وفى ليبيا يحرص الرئيس القذافى على إبعاد زوجاته عن العدسات وكذلك الأدوار التى تقوم بها زوجات الحكام العرب، ومن المعروف أن القذافى متزوج من امرأتين، إحداهما تدعى "صفية" والتى رآها الناس لأول مرة فى حفل زفاف السيدة عائشة نجلة الاخ العقيد معمر القذافى ، أما فى الكويت فقد خرجت الشيخة لطيفة زوجة الأمير سعد العبد الله الصباح منذ شهور قليلة فقط لتعلن عن نفسها بعد أن انتشرت الموجة النسوية فى الخليج ، اما زوجة الرئيس اللبنانى إميل لحود والتى تدعى "أندريا عمدوني" تظهر باحتشام فى وسائل الإعلام من خلال الحوارات الصحفية أو الأنشطة النسوية المحدودة، دون تقلد مناصب أو ترأس هيئات، فقد اختارت المرأة الاكتفاء بتأدية واجباتها كزوجة وأم وتبقى السعودية الدولة العربية الوحيدة التى لم تعترف بزوجة الملك كسيدة أولى، كما لم نسمع عن زوجة الملك وهى تفتتح المشاريع أو تشرف على النشاطات الاجتماعية، ولعل السبب فى ذلك طبيعة المجتمع السعودى ، وكان اكبر ما حصلت عليه وسائل الإعلام بعض أسماء الملكات مثل "الجوهرة الابراهيم" زوجة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، والتى اشتهرت بالقوة والنفوذ بين بقية زوجات الملك.

@ نقلا عن جريدة الميدان


















No comments: