يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من المفاجآت حول اغتيال المبحوح ، حيث كشف الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي يوم الخميس الموافق 4 مارس / آذار أن شخصاً ما من حماس قريب من محمود المبحوح القيادي في الحركة الذى اغتيل على يد الموساد داخل أحد فنادق الإمارة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي هو من سرب معلومات حساسة عن سفره وبناء على تلك المعلومات تحركت المجموعة التي تولت عملية التنفيذ.
وجدد خلفان فى حديث لبرنامج "إضاءات" الذي تبثه قناة "العربية" رفضه مشاركة حماس في التحقيق لأن ذلك من أعمال السيادة ، قائلا:"إذا كان لدى حماس المقدرة فعليها البحث عن الشخص الذي سرب معلومة سفر المبحوح"، ونفي خلفان ما روجت له وسائل إعلام عن تدخل قطري لدى دبي لإغلاق ملف قضية اغتيال المبحوح.
كما وجه اتهاماً صريحاً ومباشراً لإسرائيل بالمسئولية عن مقتل المبحوح ، مؤكداً أن لدى شرطة دبي أدلة دامغة كما أن لديها القدرة أيضاً لو رغبت على اختراق مكتب رئيس الموساد الإسرائيلي نفسه.
وكشف القائد العام لشرطة دبي عن تفاصيل عديدة حول عملية الاغتيال ، نافياً ما تردد عن أن يكون منفذو العملية قد تركوا أدلة يسهل اكتشافها بهدف توصيل رسالة معينة.
وقال إنه على العكس تماماً حاول المنفذون التمويه ، مستشهداً أن الغرفة التي تمت بها عملية الاغتيال في الفندق وجدت في حالة من الترتيب والنظام التام بما يوهم أن الوفاة طبيعية.
وأوضح خلفان في البداية أن شرطة دبي لم تكن تعلم أن هذا الشخص هو المبحوح ، مرجعاً السبب في ذلك إلى أنه وجه غير معروف وأيضاً دخل دبي باسم رباعي لا يتضمن اسم العائلة (المبحوح)، مبيناً أنه لو كانت دبي تعلم أن هذا الشخص هو المبحوح ما كانت لتسمح له بالدخول لأنها تسمح بدخول القيادات السياسية لحماس ولكنها لا تسمح بدخول أعضاء أو قياديين في العمل السري.
وتابع القائد العام لشرطة دبي أن الشرطة في البداية كانت في طريقها لاعتبار أن الوفاة تمت بصورة طبيعية نظراً لعدم معرفة شخصية القتيل وعدم وجود أي شبهات وأن خيوط القضية بدأت في التكشف بعد أن أبلغ شخص فلسطيني يعرف المبحوح وحاول الاتصال به في دبي مراراً ولم يتمكن وبعد اكتشاف مقتله أبلغ هذا الشخص أهل المبحوح في غزة بأنه قتل ، فاتصل مسئولون في حماس بشرطة دبي وأبلغوها أن القتيل قيادي في الحركة.
وبالتزامن مع التصريحات السابقة ، كشف الفريق خلفان لقناة "الجزيرة" أيضا في اليوم ذاته أن شرطة دبي لديها بصمات لعدد ممن تورطوا بالجريمة ، قائلا :" لن تستطيع إسرائيل مهما فعلت إخفاء تلك البصمات ".
وكان الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي دعا في وقت سابق إلى طرد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مائير داغان لأنه فاشل ويعمل بأسلوب يعود للستينيات .
وأضاف في تصريحات لشبكة "سي ان ان" الاخبارية الامريكية في مطلع مارس أن بعض أفراد المجموعة المتورطة في الاغتيال والتي بلغ عدد أفرادها المعلن 26 شخصا ممن يحملون جوازات سفر أوروبية وفلسطينيين دخلوا بهوياتهم وأسمائهم الحقيقية ، مضيفاً أن بلاده ما كانت لتسمح بدخول المبحوح إلى أراضيها لو أن إسرائيل كانت قد سلكت الطرق القانونية وطلبت توقيفه عن طريق الانتربول الدولي.
وأضاف أن الفحوصات الأخيرة أثبتت أن المبحوح قد خدر بمادة معينة وشلت حركته قبل قتله، مشيراً إلى أن ذلك ينفي فرضية صعقه بالكهرباء التي طرحت في السابق ، واعتبر خلفان أن أدلة الـ "DNA " التي عثر عليها في مكان الجريمة مهمة جداً لتحديد هوية الضالعين في الاغتيال.
ولدى سؤاله عن دور الموساد الإسرائيلي في العملية ، قال خلفان: "كنت قد قلت في السابق إنهم خلف الجريمة بنسبة 99 في المائة ، واليوم أقول إنهم مسئولون عنها بنسبة 100 في المائة، ولا يساورني اليوم أي شك حول الموساد ودوره" .
ووجه القائد العام لشرطة دبي رسالة للموساد الإسرائيلي، قال فيها: "قائدكم مائير داغان لا يصلح للمهمة الموكلة إليه، وعليه أن يغادر منصبه بسرعة.. يبدو أن الموساد ما زال يعمل بعقلية العقد السادس من القرن الماضي، وقد تجاوزه الزمن كثيراً بالتقنيات الموجودة اليوم على مستوى التصوير والـDNA والانترنت وتحاليل المختبرات".
واعتبر خلفان أن الذين نفذوا عملية الاغتيال أعدوا الجريمة بشكل لو دخل أي محقق إلى موقع الحادث لوجده طبيعياً ، مبينا أن كشف العملية لم يكن في حسبانهم لأنهم ربما سبق لهم فعل ذلك في أماكن أخرى دون كشفهم .
وتابع المسئول الأمني الإماراتي قائلا :"هذه الأمور لا تمشي في دبي ، إذ لدينا خبراء أكفاء بالأمن والمعلوماتية وهم يتمتعون بمستويات علمية وتقنية أعلى من تلك الموجودة لدى الموساد".
وبالنسبة للفلسطينيين الموقوفين على هامش القضية ، قال خلفان :" إن الشرطة تشتبه في تورط واحد منهما فقط في حين أن الثاني لم يكن جزءا من العملية".
وأضاف " لقد اختاروا دبي لأن المبحوح كان يمر عبرها ترانزيت إلى السودان والصين وكانت هذه فرصة لاصطياده وقد استغلوا احترامنا للوثائق الأوروبية واستخدموها كثغرة" .
ورفض خلفان اعتماد الأسلوب عينه للاقتصاص من الموساد ، قائلاً : "إذا قام الموساد بتلطيخ الوثائق الأوروبية وتلويثها فنحن لن نستخدم هذه الأساليب القذرة كما فعل داغان" .
وأكد أن دبي لديها كل التقنيات اللازمة، إن اضطرت مستقبلاً، لاتخاذ إجراءات أمنية تتعلق بالتدقيق في هوية أشخاص ممن يحملون أكثر من جنسية.
وحث الدول التي استخدم المنفذون جوازات سفرها على محاسبة من يقف خلف العملية قائلاً: "اليوم نقلت وسائل الإعلام عن السلطات الاسترالية قولها إنها لم تقتنع بالرد الذي أدلى به السفير الإسرائيلي لديها حول استخدام جوازات السفر الاسترالية بالعملية، وهذا يعني أن الموساد تطاول على سيادة هذه الدول وأساء إليها، ولم يتجاوز سيادة الإمارات فحسب" .
واستطرد "لقد أظهر الموساد وداغان وجماعته عدم تقديرهم لاستراليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا التي هي دول صديقة لهم" .
وحدد خلفان القنوات القانونية الدولية المتمثلة في الانتربول كوسيلة وحيدة لمطاردة قتلة المبحوح، قائلاً :" لن نلجأ إلى شريعة الغاب مثل الموساد، لأننا لسنا مثله، قوة خارجة عن القانون الدولي، ونقوم بإرسال جماعات للاغتيال والانتقام".
ونفى خلفان أن تكون هويات المتورطين في الاغتيال مجهولة بالكامل، كاشفاً أن بعض الأسماء التي استخدمت في العملية حقيقية، وقد دخل أصحابها إلى دبي بجوازات سفرهم الأصلية دون تزوير، لكنه رفض كشف عددهم أو تحديدهم.
ولدى سؤاله عن معرفة دبي لهوية المبحوح الحقيقية لدى دخوله أراضيها، قال خلفان إن القيادي في حماس دخل مستخدماً اسمه الحقيقي، لكن دون لقب "المبحوح"، وهو بكل الأحوال لم يكن معروفاً بالنسبة لشرطة الإمارة، بسبب عدم وجود تعميم دولي بحقه.
وتابع خلفان بالقول: "لو كنا نعرف المبحوح لما أدخلناه، ولكنه استخدم اسماً غير معروف لنا، ولم يكن هناك تعميم عليه لأن إسرائيل لم تلجأ إلى الانتربول لطلبه، ولو كان حوله أي تعميم لما أخذ تأشيرة إلى الإمارات".
وأضاف بغضب "بأي حق ترتكب إسرائيل جريمة على أرضنا، هل ارتكبنا جرائم على أراضيها؟ هل قتلنا أحداً بإسرائيل؟ هل قطعنا حتى شجرة فيها؟ هل تريد إسرائيل المزيد من الكراهية والعداء ضدها في المنطقة؟ على الشعب الإسرائيلي أن يزيل هذه العقول البالية ويأتي بأخرى ترغب بنشر الإخاء وليس العداوة".
وأردف بالقول: "نحن لا نكره اليهود، بل الأيادي الملطخة بالدماء، سواء أكانت عربية أم غير عربية، نحن نريد من الجميع أن يعرف أننا دولة سلام، ولا نقبل بارتكاب الجرائم على أرضنا".
ونفى قائد شرطة دبي أن تكون الجريمة قد أثرت على الاستثمارات في دبي، مشدداً على أن المتضررين هم إسرائيل والموساد وداغان بعد أن ظهر للمواطن الإسرائيلي أن هناك من يتفاخر بقتل المبحوح بمجموعة كبيرة من القتلة.
واختتم خلفان قائلا :" إنه ما من داع للتفاخر بهذه العملية، خاصة وأن الكفة الآن ترجح لصالح المبحوح الذي قام بمفرده بخطف وقتل اثنين من جنود الجيش الإسرائيلي ، بينما أرسلت تل أبيب 26 شخصاً لقتله "
مقاطع الفيديو
الفيديو الكامل لجريمة اغتيال محمود المبحوح في دبي
الشريط الذي نشرته شرطة دبي والذي يكشف تفاصيل جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح والتي تمت في احد فنادق دبي يوم 19 يناير 2010
كما يكشف هوية مرتكبي الجريمة وهم
المتهم الأول،بيتر إيليفنجر، ويحمل جواز سفر فرنسي، وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر أيرلندية وهم المتهم الثاني،كيفين دافرون، والمتهمة الثالثة،جايل فوليارد، والمتهم الرابع،إيفان دينينغز، إضافةّ إلى ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية وهم بول جون كييلي وميلفين آدم ميلداينر وستيفين دانيل هودز ومايكل لورانس بارني و جيمس ليونارد كلارك و جوناثان لويس غراهام، والمتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألماني
برنامج في الصميم يحاور الفريق ضاحي خلفان
No comments:
Post a Comment